في محاضرة نظمتها SIA… مستشار حملة هلاري كلينتون الانتخابية يقدم خبرته في مجال العلاقات العامة وإدارة الحملات الانتخابية
مقدما لخبرته في إدارة الحملات الانتخابية وموضحاً لأهمية العلاقات العامة في مجال العلاقات الدولية، قدم السفير الأميركي السابق، ديريك شيرر، بدعوة من قسم الشؤون الدولية والدبلوماسية في الأكاديمية السورية الدولية، بدمشق يوم الثلاثاء 27/5/2008 محاضرة حول إدارة وتخطيط الحملات الانتخابية، وقسم ديريك محاضرته إلى ثلاث اقسام عرض في القسم الأول منها المقترحات التي قدمها طلابه في جامعة (oxy wold wide) التي تخرج منها المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، باراك اوباما، إلى الرئيس الأميركي القادم حيث رأوا ان الحرب على العراق ومواجهة الإرهاب وقضايا السلام في الشرق الأوسط من أهم القضايا التي يجب ان يعنم بها خليفة الرئيس جورج بوش.
القسم الثاني من المحاضرة خصصه السفير شيرر للتأكيد على ضرورة العلاقات العامة في تحسين صورة الدول، وأشار شيرر في هذا السياق أن الحكومة الأميركية توجه رسالة علاقات عامة عن طريقه حيث توافق على سفره للبلدان الأخرى لأن مواقفه متعارضة مع مواقفها وبالتالي فحديثه عن بلده سيكون مسموعاً في البلدان التي لا تجمعها علاقات طيبة بالولايات المتحدة، وحول سوريا قدم السفير الأميركي السابق وخبير الحملات الانتخابية ثلاث نصائح تساعد القائمين على العلاقات العامة في سوريا على نقل الصورة الحقيقية عن بلادهم، اولها الاستفادة من صورة الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء كثنائي لديه رؤية شابة وطموحة، وأشار إلى أن الصحف الأميركية كتبت العديد من المقالات الإيجابية عند تسلم الأسد منصبه للمرة الأولى عام 2000، ويضيف شيرر أن الوضع تغير بعد أحداث 11 سبتمبر وبعد ظهور ما اعتبرها “أخطاء من الإدارة الأميركية والحكومة السورية”.
السفير الأميركي السابق لفت إلى ضرورة الاهتمام بتاريخ سوريا لافتاً “إن لسوريا تاريخ عظيم وحضارة عريقة”، مشيراً ان المتحف الوطني بدمشق “لا يرقى لعظمة تاريخ هذا البلد ولا يحكي القصة العريقة لسوريا”، كما لفت شيرر إلى ضرورة تطوير السينما السورية والاستفادة منها في إظهار المناظر الطبيعية والأماكن السياحية في سوريا.
اما في القسم الثالث من المحاضرة فأوضح شيرر، المستشار الدولي في الحملة التمهيدية لمرشحة الحزب الديمقراطي الأميركي هيلاري كلينتون، الأسلوب الذي يتبعه مرشحو الرئاسة الأميركية في حملاتهم الانتخابية، مشيراً لكل مرشح من المرشحين الثلاث قصصهم الانتخابية حيث اعتمد جون ماكين (مرشح الحزي الجمهوري) على لقبه كبطل حرب أُسر عشر سنوات اثناء حرب الفيتنام ورفض الدعوات لإعلان معارضته لهذه الحرب مقابل إطلاق سراحه، مشيراً أنه يعمد في الآونة الأخيرة على إطلاق تصريحات مخافة لآراء حزبه ورئيسه جورج بوش ليظهر كسيناتور مستقل، أما مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما فأوضح شيرر أن الأخير اعتمد في حملته الانتخابية على الظهور كمترفع عن الانقسامات المجتمعية وطارحاً لفكرة التغيير في معاملة المواطنين الأميركيين وللدور العالمي للولايات المتحدة، حيث ركز على قصته كمواطن أميركي من اب افريقي عاش فترة من حياته في مجتمع إسلامي بأندونيسيا أثناء زواج والدته من شخص مسلم، مشيراً ان المرشح الديمقراطي طرح اسمه الثلاثي كـ “باراك حسين أوباما”.
أما فيما يتعلق بمنافسة أوباما، هيلاري كلينتون، أشار شيرر أنحملتها اعتمدت على كثير من نقاط القوة منها خبرتها كسيدة أولى سابقة للبيت الأبيض واستفادتها من فضيحة زوجها الأخلاقية لتظهر كامرأة قوية بما فيه الكفاية لتخطي الأزمات وإدارة أميركا، إلا أنه أشار أن هيلاري أخطات في حملتها عندما سمحت لأوباما بنشر رسالته المؤثرة أولاً حول التغيير.
في إطار حديثه عن الحملات الانتخابية نوه شيرر إلى ما اسماها “الحملات الهامسة” التي يروجها أعداء المرشحين عبر الانترنت لإعطاء نتائج مضادة للحملات الانتخابية.
شيرر، في إجابته على أسئلة الصحفيين، اعتبر أن فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية سيكون في مصلحة سوريا لنيته إرسال سفير لدمشق وبدء الحوار معها في عدد من المواضيع منها المفاوضات السورية الإسرائيلية وقضية العراق، ونوه السفير الأميركي السابق أن التنبؤ بسياسة جون ماكين حيال سوريا امر صعب حالياً، لانقسام مستشاريه إلى فريقين أحدهما يؤيد الحوار مع سوريا وآخر يعارضه.
بدوره اعتبر رئيس SIA، الدكتور في العلاقات العامة، نزار ميهوب، أن هذه المحاضرة كانت من أفضل الدروس في العلاقات العامة التي تمكن سوريا من إظهار صورتها الحقيقية للعالم.
حضر المحاضرة السفير المغربي في دمشق، عبد الوهاب البلوقي، عضو مجلس امناء الأكاديمية، السفير السوري السابق عيسى درويش، ومجموعة من الدبوماسيين العاملين في السفارة الأميركية بدمشق والإعلاميين السوري