سماحة المفتي حسون يستقبل وفد جامعة جورج ميسن

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون في مقر وزارة الأوقاف الوفد الأكاديمي الأمريكي من طلبة الدراسات العليا /قسم الدبلوماسية وفض النزاعات/ في جامعة جورج ميسون والذي يزور سوريا بالتنسيق مع الأكاديمية السورية الدولية ممثل الجامعة في سوريا، ويرأسه البروفيسور مارك غوبن رئيس المركز العالمي للأديان والدبلوماسية وفض النزاعات بواشنطن، وذلك بحضور مفتي مدينة دمشق الدكتور عبد الفتاح البزم ورئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير الدكتور نزار ميهوب، وعدد من أساتذة وطلاب دبلوم الشؤون الدولية والدبلوماسية في الأكاديمية. وخاطب سماحة المفتي الوفد الأمريكي بالقول: إن الشرائع السماوية دعت لتوطيد الصلات والحفاظ على القيم الإنسانية والحوار بين أبناء البشرية جميعاً وصولاً لإحلال السلام والاستقرار في العالم  وأضاف المفتي أنه خاطب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في رسالة له قبل إرساله للقوات الأمريكية للعراق “لا ترسل أبناءك لبلادنا ليقتلوا بل ليصلوا فأرضنا هي التي باركتها السماء” “حملنا المسيحية للعالم وحافظنا على اليهودية في العالم”، وأمرنا الإسلام بالمحافظة على المسيحية واليهودية “، وأضاف أنه ليس هنالك حضارة أمريكية أو أوروبية أو عربية بل هناك حضارة إنسانية بدأت مع أول انسان على الأرض وستنتهي مع آخر إنسان وتابع: هناك ثقافات متعددة تصب كلها في حضارة إنسانية واحدة، واعتبر أن الفرقة بين البشر جاءت عندما “حولنا الدين إلى مذاهب سياسية” وتساءل المفتي هل كان النبي موسى إشكنازياً أو شرقياً وهل كان عيسى المسيح بروتستانتياً أو كاثوليكياً وهل كان محمد النبي شيعياً أوسنياً، مشيراً إلى أن ما يجري هو لعبة رجال السياسة في رجال الدين، كما رأى سماحة المفتي أن حرب العرب ضد إسرائيل ليست حرب الإسلام ضد اليهودية، وقال المفتي للوفد الأمريكي: قبل أن تأخذوا الجنسية الأمريكية وقبل أن آخذ أنا جنسيتي السورية نحن إخوة تحت قبة الله وهاجم ما سمي بعنصرية العرق وأشاد بما أعلنه علماء أمريكيون عن خطأ نظرية داروين حول أصل الإنسان مشدداً على أن الإنسان خلق منذ البداية إنساناً وأن أدم كان من أجمل الرجال وحواء كانت من أجمل النساء، متحدثاً عن وحدة الإنسان ووحدة الدين ووحدة الحضارة التي تفضي بمجموعها نحو وحدة الله.

من جانبه قال البروفيسور مارك غوبن أن الأمريكيين يبكون أطفال العراق وغزة وهاييتي وأعرب عن يقينه بيوم تكون فيه حكمة أكبر من قبل السياسيين تفضي لحالة سلام، ونوه الى الدور الذي يمكن أن يلعبه رجال الدين في صنع السلام ونشر مفاهيم المحبة والحوار بين البشر وفي الحد من النزاعات والحروب والتخفيف من آلام البشرية.

كما تبادل أعضاء الوفد الحديث مع المفتي مبدين سعادتهم الكبيرة بزيارة سوريا، وسماعهم لحديثه الواضح والغني والمفعم بأجمل المشاعر الإنسانية، مضيفين أن هذه الزيارة غيرت الكثير من الأفكار المسبقة والصورة السيئة التي يرسمها الإعلام الأمريكي لهم.