الأبعاد الاقليمية للانتخابات اللبنانية
د.رفيق نصرالله:المعارضة استهترت بالانتخابات و الموالاة خططت لها 3 سنوات
ضمن اللقاء الدوري للطاولة المستديرة في المعهد العربي للشؤون الدولية والدبلوماسية ,وتحت عنوان: “أبعاد الانتخابات اللبنانية على الوضع الراهن” ,أكد د.رفيق نصر الله عضو مجلس الاعلام في لبنان ان الانتخابات النيابية الاخيرة قامت وفق قانون متطرف بأوجه معادلات طائفية وعرقية غير مسبوقة ,والانتخابات تم شراءها من قبل فريق14 شباط؛حيث رصد اكثر من 1,2 مليار دولار توزعت بين شراء الذمم وبين أساليب الإغراءات غير المعهودة في تاريخ لبنان,اضافة إلى المصاريف الهائلة في حجم الإعلانات ,وكمية البرامج الاعلامية التي عرضت,مضيفا ان دولة عربية واحدة قدمت 750 مليون دولار فقط لدعم الموالاة بحسب النيوز ويك.
وأكد نصر الله ان اللبنانيين لم يكونوا وحدهم في الانتخابات مشيرا إلى التدخل الاعلامي العربي في الحملات الانتخابية الاخيرة ,الذي وقفت وراءه ما يسمى “دول الاعتدال”؛حيث عنونت صحيفة الشرق الأوسط السعودية فوز الموالاة بعبارة “انكسروا وانتصر لبنان”,كما نوه الى فداحة التدخل الأمريكي الواضح في الانتخابات,عندما زار نائب الرئيس الأمريكي لبنان في سابقة غير معهودة مظهرا موقفه المنحاز الى جانب الموالاة,واستعرض حجم الاهتمام الاسرائيلي بالانتخابات النيابية من خلال تصريحات نتنياهو الاخيرة التي حملت تهديدا مباشرا في حال وصول المعارضة ، حيث اقتبس من كلام نتنياهو عبارة “اسرائيل مضطرة لعمليات في لبنان اذا فازت المعارضة”,وعن مشاركة بعض الدول العربية في الانتخابات ,المح نصرالله الى الحملات المسعورة من قبل دول المعتدلين _على حد تعبيره _التي وصلت الى التلويح بسحب الودائع من لبنان اذا نجحت المعارضة.
فيما يخص التحضيرات قبل الانتخابات,اعترف د.نصر الله بان المعارضة استهترت بالأمر فيما الآخرون خططوا لها بأحكام منذ 3سنوات؛حيث نجح فريق 14 شباط في ما اسماها لعبة نقل اللوائح مثلا من بيروت الى صيدا.
وفي نظرة تحمل طابع التشاؤم قدم د.نصر الله المشهد الذي سيكون عليه لبنان مرحلة ما بعد الانتخابات بقوله :”ان الحكومة المقبلة ليست حكومة وحدة وطنية ,ولا يتوهم احد ان حكومة سعد الحريري ستغدو حكومة معجزات لحل مشاكل الداخل اللبناني, خاصة سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني,وفي ظل الواقع العربي المهزوز سيحكم لبنان بموجب مخاضات شرق أوسطية ,وهذه الحكومة المقبلة هي عبارة عن حكومة تموضع يحدد مسارها مظلة تفاهم سوري مصري سعودي”.
في السياق نفسه على الجانب الآخر ضمن الطاولة المستديرة, اكد د.عيسى درويش معاون وزير الخارجية الأسبق على ان التوافق المصري السعودي السوري قدم حلولا للمشاكل العربية ,خاصة الحرب الأهلية اللبنانية ؛حيث افرز ذلك التفاهم اتفاق الطائف 1989 ، والتي لم تكن سوريا بعيدة عنه حيث كانت عاملاً أساسياً من عوامل إنجاحه .
2. تحدث د. عيس درويش على نتائج التوافق المصري السعودي السوري الذي كان:
1-عاملاً أساسياً في تحرر الكويت وعودة الشرعية لها ، فقد أعطى انضمام سوريا إلى السعودية ومصر وإرسال قواتها إلى السعودية عاملاً مهماً في تحرير الكويت .
2- التوافق الثلاثي يشكل رافعة لإعادة التضامن العربي حول تحرير الأراضي المحتلة بالمفاوضات ، كما حدث في حرب 1973 حين تحالف السلاح مع النفط في المعركة .
3- المحطة المهمة في هذا التوافق هي قمة بيروت 2002 وإطلاق المبادرة العربية والمصالحة السعودية العراقية .
و تساءل د. عيسى درويش حول المسؤول عن تردي العلاقات بين كل من سوريا ومصر والسعودية والتي تسبب فيها عدة أمور أهمها سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، منوهاً إلى أن البعض يرى أن ايران لم تكن السبب الرئيسي فعلاقتها مع دول الخليج وخاصة السعودية كانت جيدة ، كما أن السعودية ومصر قد تغير موقفهما السابق من المقاومة في لبنان فتحول من الاستنكار لما قام به حزب الله إلى الدعم والمساندة ، والبعض الآخر يرى أن الأدوات العميلة المعادية للعرب هي التي أحدثت هذا الشرخ وخاصة في المقالات المكتوبة في بعض الصحف العربية ضد سوريا ، الأمر الذي أشعر الملك عبدالله أنه في غير صالح البلدين ( سورية والسعودية ) ، أضَف إلية الرسائل بين الملك عبدالله والرئيس السوري والقمة السورية السعودية والمصرية التي عقدت بوساطة كويتيه ناجحة ، كل هذا أدى إلى انقشاع الغيوم بين البلدين وانجاز توافق حول موضوعات مختلفة تتعلق بلبنان وفلسطين والعراق ومن آثار ذلك الانفراجات الأخيرة في لبنان وقرب نجاح الوساطة المصرية في التوفيق بين الفلسطينيين .
أهم المحاور التي عرضها د. درويش تتعلق بمجيء ادارة جديدة للبيت الأبيض متمثلة بالرئيس اوباما، طرحت التغيير والحوار في العلاقات وانفتاحها على سوريا باعتبارها الرقم الصعب في المنطقة وقدرتها على صنع الاستقرار الإقليمي في المنطقة .
وعن الانتخابات اللبنانية الاخيرة نوه د.درويش ان سوريا تعاملت معها بهدوء تام ,حتى أنها تعرضت لانتقادات من البعض لعدم دعمها لأحد, واشار درويش الى الارتياح السوري لنتائج الانتخابات بقوله:” لقد انتقلت سوريا من موقع الدفاع الى موقع الهجوم ؛حيث لا حجة على سوريا أنها دعمت احد ،كما ان الذرائع الاسرائيلية للتدخل اليومي تبددت “.
وحول اسرائيل وموقفها فقد أكد د.رويش أن اسرائيل هي الخاسرة في ظل هذا التوافق ، وأنها لن ترضى بخسارتها وسوف تتحرك مع حلفائها لتخريب كل الانجازات إذا استطاعت ذلك .
في نهاية الجلسة اكد كل من د.نصر الله ود.درويش على اهمية التفاهم العربي ,وخاصة السوري المصري السعودي في حلحلة القضايا العربية وخاصة المربع اللبناني.
حضر الجلسة عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في دمشق اضافة لطلاب المعهد العربي للشؤون الدولية والدبلوماسية,كما اختتم الجلسة د.نزار ميهوب رئيس مجلس ادارة الأكاديمية الدولية للتدريب والتطوير.