الطاولة المستديرة في الأكاديمية السورية الدولية تبحث آفاق العلاقات السورية ـ التركية

اعتبر الدكتور مهدي دخل الله وزير الإعلام السوري السابق ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية بدمشق أن موقع تركيا الجيو سياسي موقع فريد من نوعه يمتاز بثلاث خصائص قلما يمتاز بها أي بلد آخر في العالم منها أنه يقع بين أربع عوالم متباينة ويسيطر على أهم مضيقين في العالم وهي تقع ثقافياً في الشرق وكينونتها الاقتصادية والسياسية في الغرب ، وأكد أن سوريا تمتلك موقع جيو سياسي هام فهي قلب بلاد الشام وباب الجزيرة العربية وأنها كانت سوريا تقود سياسة مستقلة عن سياسة الاتحاد السوفيتي، وهي مستعدة لدفع ثمن هذه السياسة المستقلة، وأكد دخل الله أن كل هذه الخصائص للدولتين تجعل بينهما رابطة يمكن أن تؤثر في دوائر أوسع جغرافياً من الدائرة التي يقع فيها البلدان.

كلام دخل الله جاء خلال ورقة عمل قدمها في اللقاء الدوري للطاولة المستديرة الذي نظمته الأكاديمية السورية للتدريب والتطوير يوم البارحة الأربعاء في 11/3/2009 تحت عنوان” آفاق العلاقات السورية – التركية” بحضور عدد من السادة السفراء والدبلوماسيين وأعضاء مجلس أمناء إدارة الأكاديمية السورية الدولية وطلبة دبلوم الشؤون الدولية والدبلوماسية، وفي مقدمهم د.عيسى درويش معاون وزير الخارجية السابق، ود.مهدي دخل الله، ود.نزار ميهوب، والسفير التركي والسفير اليمني والسفير الألماني والسفير الكندي والقائم بالأعمال الإيراني والسفير الفنلندي والسفير الدانمركي  والسفير الإسباني والسفير التشيكي والمستشار الأول في السفارة الفرنسية وأعضاء من المفوضية الأوروبية وعدد من الخبراء والمختصين السوريين والعرب.

وكان الدكتور نزار ميهوب رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية قد افتتح لقاء الطاولة بعدة تساؤلات ينتَظَر الإجابة عليها وهي: هل قررت تركيا الدخول في علاقات إستراتيجية مع سوريا بعد توقيعها اتفاقاً أمنياً، “اتفاق أضنه الأمني عام 1998” ؟ وهل بنت تركيا إستراتيجيتها هذه كرد فعل على النفوذ الإيراني في المنطقة  أم أن الأسباب هي تطابق في وجهات النظر بين البلدين؟ وهل كان لسوريا دوراً في تضخيم الحضور التركي من خلال إتاحة الفرصة للعب دور إقليمي من خلال تسليم تركيا ملف المفاوضات الغير مباشرة بين سوريا وإسرائيل؟.
وقدم د. مهدي دخل الله مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في ورقته تحليلاً سريعا عن طبيعة العلاقات السورية التركية وعن عن السند البنيوي الموضوعي للعلاقة وعن  الموقع الجيو سياسي لكل من الدولتين وتأثير هاتان الدولتين على دول الجوار كالعراق وإيران  .

من جهته أكد الدكتور عيسى درويش أن هناك تشابه في الموقع الجيو سياسي بين سوريا وتركيا ولا يمكن أن نفصل العلاقات التاريخية بين البلدين فتركيا بوابتنا إلى أوروبا ونحن بوابتها إلى العالم العربي ونوه إلى أن الغزو الأمريكي للعراق خلق ردود فعل مشتركة بين سوريا وتركيا وإيران على أن تقسيم العراق سيؤثر على الداخل في هذه البلدان ، وسوريا ساعدت فيما يتعلق بالعلاقة التركية الأرمينية وأثمرت لأول مرة عن أول زيارة لرئيس تركي إلى أرمينيا ، كما أن تركيا كان لها دور في العلاقات الفرنسية السورية.