الطاولة المستديرة في الأكاديمية السورية تبحث انفراج العلاقات بين دمشق وواشنطن

الطاولة المستديرة في الأكاديمية السورية تبحث انفراج العلاقات بين دمشق وواشنطن… د. قبلان: نقاط الالتقاء تتمثل بعملية السلام وأمن العراق ومكافحة الإرهاب

اعتبر الدكتور مروان قبلان أن الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو ابن المدرسة البروتستانية الأمريكية، وأن أوباما طرح منذ بداية عهده ثوابته السياسية التي تقوم على نقد سياسة بوش وطرح إرادة التغيير، وأوضح قبلان أنه وفيما اعتمد جورج بوش الابن الحرب الاستباقية والقوة العسكرية لتحقيق الإستراتيجية الأمريكية، ينحو أوباما للاهتمام بالوضع المالي الأمريكي والعالمي عموماً.

كلام قبلان جاء خلال ورقة عمل قدمها في اللقاء الدوري للطاولة المستديرة الذي نظمته الأكاديمية السورية للتدريب والتطوير يوم السبت الواقع في 28 شباط  2009 تحت عنوان “العلاقات السورية-الأمريكية إلى انفراج؟”، بحضور عدد من السادة السفراء والدبلوماسيين وأعضاء مجلس أمناء إدارة الأكاديمية السورية الدولية وطلبة دبلوم الشؤون الدولية والدبلوماسية، وفي مقدمهم د.عيسى درويش، ود.مهدي دخل الله، ود.نزار ميهوب، ود.نبيل اللّو، والسفير السوداني والسفير الفنلندي ونائب السفير المصري والسكرتير الأول في السفارة الروسية والقنصل البلغاري ومسؤولة العلاقات العامة في السفارة، ومديرة المركز الثقافي الأمريكي بدمشق وأمين السر السياسي والإعلامي في السفارة الفرنسية وعدد من الخبراء والمختصين السوريين.

وكان د.نزار ميهوب رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية قد افتتح لقاء الطاولة بعدة تساؤلات ينتَظَر الإجابة عليها وهي: هل التغيير الذي ترغب الإدارة الأمريكية إحداثه هو تغيير في المضمون أم في الشكل وهل هو مرتبط بشكل رئيسي بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية؟، وهل العلاقات السورية الأمريكية يمكن أن تتحسن فيما تحركها موضوعات الإرهاب، السلام في الشرق الأوسط وأسلحة التدمير الشامل، وكلها مسائل شائكة وخلافية؟.

وقدّم مروان قبلان أستاذ الإعلام والعلاقات الدولية بجامعة دمشق، في ورقته تحليلاً سريعاً للأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة القادمة، متطرقاً للإيقاع السريع لعمل الرئيس أوباما الذي يميزه عن سلفه، مبيناً أنه خلال الأسابيع الأولى تم تعيين 70% من طاقم الإدارة الجديدة لأوباما، في حين أن بوش لم يعتمد خلال تسعة أشهر سوى 30% من إدارته، كما بحث فبلن انزياح الصراع من أوروبا إلى الشرق الأوسط فالصراع بين الأيديولوجيا السوفييتية-الأمريكية انتقل من أوروبا إلى الشرق الأوسط، وكيف تستمد الإدارة الجديدة فلسفتها الجديدة من منظور الأزمة الاقتصادية، مبيناً أنه ثمة ثلاثة سيناريوهات محتملة للعلاقات السورية الأمريكية، وهذه السيناريوهات هي إما أن تبقى العلاقات الثنائية كما هي، وإما أن تتحسن نحو الأفضل، وإما أن تسوء، واعتقد قبلان أن الخيار الثالث (أن تسوء العلاقات) يجب إلغاءه لأن العلاقات الحالية هي أسوء علاقات يمكن أن تكون هي التي كانت في عهد بوش، ويبقى حسب قبلان، إما أن تتحسن، أو تبقى على ما هي عليه، واعتبر أنه يجب أن نكون حذرين في الانخراط في التفاؤل، رغم أنه ثمة مؤشرات إيجابية في السياسة الخارجية الأمريكية تتمثل بتعيين دنيس روس كمستشار له قبول في المنطقة، وعدم تعيين جيفري فيلتمان مساعد وزير، ليس قبول في المنطقة، أما عن نقاط الالتقاء الأساسية بين السياستين السورية والأمريكية فتتمثل حسب قبلان في عملية السلام، وموضوع أمن العراق واستقراره وتأثيره على استقرار سوريا، ومكافحة الإرهاب. وأوضح د. قبلان وجهة نظره التشاؤمية التي شاركه بها عدد من

لا بأس به من الحضور.