حوار الطاولة المستديرة 4 “السلفية في الشرق العربي – لبنان نموذجاً”

نظم المعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية بتاريخ 26/10/2008 حوار طاولة مستديرة حول “السلفية في الشرق العربي – لبنان نموذجاً”، وفي الحوار تم إيضاح المعنى الصحيح لكلمة (السلفية) الذي يبتعد كل البعد عن المعنى الذي تأخذه حالياً، فالسلفية في معناها الصحيح تيار إسلامي عريض يشمل الكثير من الحركات الإسلامية والمفكرين الإسلاميين يدعو إلى العودة إلى منهج السلف الصالح والتمسك به باعتباره نهج الإسلام الأصيل وبأخذ الأحكام من الأحاديث الصحيحة دون الرجوع في الفقه حصرا للائمة الأربعة، وتعني السلفية البحث عن نقاط القوة التي وحدت المسلمين من قبل وذلك في محاولة معاصرة لتجديد الدولة، وأوضح الحوار أن هذا المصطلح سرعان ما انتشر لاحقا لوصف الملتزمين بالنص (قرآنا و سنة) لكن مع اصطناع البدع، ومثل هذه المدرسة أتباع وتلاميذ محمد بن عبد الوهاب الذين عرفوا لاحقا بالوهابية، وخلال الحوار تم التنويه إلى أن الوهابية لم تتبع أي فكر تثقيفي إنما استخدمت منطق الإبادة بعد أن تبناها عبد العزيز بن سعود كسلاح فكري في تأسيس الدولة السعودية، وأشير خلال الحوار إلى أن بعض الحركات الإسلامية الحالية تتصرف بشكل غير عقلاني نتيجة للسطحية التي أورثتها إياها الوهابية.
وخلال الحوار عرضت الفصائل والتيارات السلفية في العالم العربي وهي:

•    الإخوان المسلمين
•    حزب التحرير الإسلامي الذي أطلق من منطلق سياسي يبحث عن طرف قوي ليحميه
•    أهل الدعوة ومركزها الهند
•    رابطة العالم الإسلامي
•    القاعدة.
•    أما حول السلفية في لبنان فأسسها سالم الشهال ومن حركاتها حركة التوحيد/ السروريون: أتباع محمد بن سرور ومحمد العبدة (الاختراق الإخواني للحركة الوهابية)/ فتح الإسلام.

وجاء خلال الحوار أن هذه الأخيرة (حركة فتح الإسلام) أنشأت نتيجة الفشل الأميركي في إنتاج حرب مذهبية، كما ذكر خلال الحوار أن إنهاء تمرد فتح الإسلام في نهر البارد جاء بعدما نشر أحد الصحفيين في مجلة نيويوركر الأميركية مقالاً أكد فيه أن الرئيس الأميركي جورج بوش هو من يمول هذه الحركات عبر الأمير السعودي بندر بن سلطان، وعليه وصل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، ديفيد ولش إلى لبنان بشكل مفاجئ وأمر بإنهاء التمرد، وفيما تم التأكيد خلال الحوار أن الحركة الإسلامية في لبنان تتمركز في طرابلس، أشير إلى أن الحركة الأخطر في تاريخ طرابلس هو تأسيس حركة التوحيد الإسلامي بعد الاجتياح الصهيوني للبنان ودخول جيوشها إلى بيروت عاصمة البلاد، وتم التنويه خلال الحوار إلى أن تخطيطاً وضع لإيجاد حركة سلفية عسكرية في طرابلس، بعد احتدام الصراع العربي الأميركي إثر غزو العراق، كما أُكد خلال الحوار على وجود أصابع أمنية في تشكيل الحركات الإسلامية في لبنان وعلى تقاضي جميع السلفيين معاشات شهرية من المملكة العربية السعودية، وذلك منذ ثمانينات القرن العشرين الماضي؛ حيث نشأ صراع سعودي إيراني بعد انتصار الثورة الإيرانية لذلك كانت السعودية تبحث عن قوى مواجهة للمد الشيعي في لبنان، لذلك أوجدت السلفيين الوهابيين في ذلك البلد، ورداً على تساؤل حول ما إذا كانت السلفية مذهب ديني أو تيار سياسي جاء خلال الحوار عن السلفية ما زالت تبحث عن هويتها التي لن تجدها إلا بعد مصالحة القومية والإسلام؛ حيت أُوضح خلال الحوار أن التمييز بين القومية والإسلام برز فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمصر حيث بحث الإخوان المسلمون وقتها عن  سبب للخلاف فميزوا بين القومية والإسلام، وتم التأكيد خلال الحوار على ضرورة تحقيق المصالحة بين المفهومان لوجود قضايا استراتيجية عدة تجمعهما.
حضر الحوار أعضاء مجلس أمناء الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير وممثلين عن السفارات العربية والأجنبية بدمشق ومجموعة من المهتمين.