آفاق العلاقات السورية – الأمريكية للناشط الأميركي جورج عجان

نظم المعهد العربي للعلوم الدولية والدبلوماسية بتاريخ 18/10/2008 حوار طاولة مستديرة للناشط الأمريكي عضو الحزب الجمهوري جورج عجان تناول ” آفاق العلاقات السورية – الأمريكية”، وفي محاضرته اعتبر عجان أن الرئيس الأميركي القادم، سواء أكان مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين أو مرشح الحزب الديمقراطي، باراك أوباما، سيحسن من علاقة بلاده مع سوريا، مؤكداً على وجود حالة إقرار داخل الوسط السياسي الأميركي بضرورة الحوار مع سوريا وأهمية الدخول في مسار المفاوضات السورية الإسرائيلية التي تعيد حقوق الشعب السوري وتعكس تأثيراتها الإيجابية على صعيد العلاقات السورية مع إسرائيل والولايات المتحدة، إضافة لتأثيراتها الاقتصادية في المنطقة، مشيراً لأهمية تقدير دور سوريا في المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص، سيما بعد استضافتها ما يزيد على مليون ونصف لاجئ عراقي، وأكد الباحث أن الوسط السياسي الأميركي يطالب بعدم تجاهل سوريا بعدما فاق وزنها توقعات الإدارة الأميركية ومن هنا أكد عجان على ضرورة تطوير حملات العلاقات العامة السورية مع الولايات المتحدة، التي تساعد سوريا في إيضاح موقفها وتحسين صورتها سيما أن الموقف الأميركي العدائي اتجاه سوريا أصبح الآن أقل حدة.
أما حول الطريقة الفعالة لخلق دور مؤثر للعرب الأميركيين في قرارات السياسة الأميركية فنوه الباحث أن دور هؤلاء يجب أن يبدأ من التأثير في السياسة المحلية للولايات الأميركية لكسب الاحترام والثقة ومن ثم الانتقال للمشاركة في السياسة الخارجية.
من جانبه لم يبد الخبير السياسي الدكتور ابراهيم دراجي أستاذ القانون الدولي بجامعة دمشق تفاؤلاً بتغير قد تشهده العلاقات السورية الأميركية بعد تسلم الرئيس الأميركي القادم لمنصبه، مشيراً أن تغير الأشخاص لن يؤثر في تغيير السياسة الأميركية الخارجية التي تحصر علاقتها مع سوريا في ثلاث بلدان هي العراق ولبنان وفلسطين، في ظل ثبات سوريا على سياستها وعدم إمكانية تقديم أي تنازلات في مواقفها إزاء البلدان الثلاث، فيما  أكد الخبير والمحلل السياسي والاستراتيجي ميخائيل عوض حتمية تغير السياسة الأميركية حيال سوريا وذلك في ظل الأزمة المالية ومتغيرات البيئة الاستراتيجية العالمية التي جعلت من سوريا قوة مطلوبة دولياً لقدرتها على ضبط الساحات المتفجرة، وعزا عوض الانفتاح  الدولي على سوريا إلى ثلاث أسباب:

1.وجود قوة عربية عاقلة تستطيع السيطرة على القوى الراديكالية الدينية التي باتت تسيطر على الساحات المتفجرة في المنطقة.
2.فشل الجهود التي بذلت لفك التحالف السوري الإيراني.
3.المصلحة الغربية بوجود قوة عربية قابضة قادرة على حماية المنطقة بعدما فقدت إسرائيل القدرة على حماية نفسها.

بدوره أشار الدكتور عيسى درويش عضو مجلس أمناء الأكاديمية السورية الدولية للتدريب والتطوير، إلى أن السياسة الأميركية تجاه سوريا لم تتغير رغم الخطوات الإيجابية التي خطتها سوريا في الملفات الثلاث التي تتخذها واشنطن نقاط للخلاف مع دمشق وهي العراق ولبنان وفلسطين كما استبعد درويش تغير السياسة الأميركية حيال سوريا؛ حيث احتفظت هذه السياسة بسلبيتها رغم الأزمة المالية العالمية ورغم الفشل في جورجيا وفشل سياسة عزل سوريا.
من جانبه اعتبر وزير الإعلام السابق عضو مجلس أمناء الأكاديمية مهدي دخل الله أن السياسة الأميركية حيال سوريا لن تتغير، موضحاً أن نقاط الخلاف الأميركي مع دمشق ليست كما يعتقد البعض ملفات العراق ولبنان والتعامل مع إسرائيل، إنما أن سوريا هي البلد الوحيد في المنطقة صاحب القرار المستقل وغير المديون لأحد، مشيراً أن  لسوريا مشروعها الإقليمي في المنطقة الذي يصطدم مع المشروع الأميركي فيها، واعتبر دخل الله انه لن يكون هناك تغيراً في السياسة الأميركية تجاه سوريا إلا بتغيير التفكير الأميركي.
حضر اللقاء سفير الجزائر في دمشق صالح بوشر، سكرتير أول سفارة روسيا الاتحادية بدمشق أندريه اميلين، سكرتير اول سفارة كوبا في دمشق فيكتور رولاند فيرنانديز بيريس، القائم بالأعمال الصومالي بدمشق محمود موسى تري، ومجموعة من أساتذة القانون الدولي وممثلين عن المفوضية الأوروبية