(صفقة القرن الأمريكية) بين التصريحات والتسريبات
عنوان نقاش الطاولة المستديرة الذي عقد في دمشق يوم السبت 23 آذار/مارس 2019، في مقر الأكاديمية السورية الدولية بدمشق، بمشاركة وحضور:
د.أشواق عباس: عضو مجلس الشعب، دكتوراة في العلاقات الدولية وأستاذة العلوم السياسية في جامعة دمشق.
أ. تحسين الحلبي: الكاتب والباحث في الشأن السياسي، والخبير في الشؤون الإسرائيلية.
وإدارة الجلسة للدكتور خالد المصري: عميد كلية العلاقات الدولية في جامعة الشام الخاصة، والأستاذ في العلاقات الدولية.
أبرز ما جاء في النقاش من آراء:
بداية اللقاء تحدث الدكتور خالد المصري:
هذه الصفقة ليست صفقة القرن، بل تجسيد لقرن من الصفقات بين الدول الاستعمارية وبعض الدول الإقليمية. فالإدارات الأمريكية منذ إدارة ترومان حتى إدارة ترامب لديها مشاريع تجاه فلسطين، وإدارة ترامب هي مكمّلة في دورها للإدارات السابقة، وعندما يكون توازن القوى ميالاً لصالح الغرب تكون المشاريع أقوى وأقسى على المنطقة.
الصفقة الآن تأتي نتاجاً لبيئة إقليمية ودولية مختلفة عن الفترات السابقة حسب رأي الإدارة الأمريكية، فالضعف بدأ في المنطقة منذ اتفاق كامب ديفيد، مروراً باحتلال العراق العام 2003، وصولاً إلى الفوضى في المنطقة بعد العام 2011، كل هذه الأمور تعطي الولايات المتحدة وإسرائيل حرية تنفيذ مخططاتهم.
إلا أنّ الإرادة الشعبية حسب رأي الدكتور خالد من إرادة الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب العربي السوري ستكون أقوى وأكثر تجذّراً من توازنات القوى الدولية، فالشعب الفلسطيني الذي يحمل مفتاحه بيده منذ العام ،1948 وكذلك العمليات المستمرة المشابهة لعملية الشاب الفلسطيني عمر أبو ليلي وصمود الشعب السوري على مدار 8 سنوات هي الفيصل.
الأستاذ تحسين الحلبي قال:
قبل ظهور ما يصطلح عليه اليوم بصفقة القرن نوه إيهود أولمرت في 2006 أثناء لقائه بالرئيس الفلسطيني وبحضور وزيرة الخارجية آنذاك ليفني سنتوصل إلى صفقة مع الفلسطينيين استخدم فيها كلمة (صفقة القرن).
كذلك وبالعودة إلى التاريخ نستذكر أنّ آرييل بولشتاين قد تحدث عن ضرورة تحقيق يهودية الدولة وكانت هذه الصفقة أو هذه الخطة قائمة على جوهر استبدال أراضي وسكان فلسطين التاريخية من مكان إلى آخر، وما نريد قوله أن لا شيء يأتي من فراغ وتصريحات ترامب ونتنياهو اليوم حول صفقة القرن وبنودها والتسريبات التي وصلت عنها ما هي إلا استكمال لمخططات صهيونية أمريكية رسمت سابقاً.
يحاولون تنفيذها من خلال أموال قد تكون عربية وسياسات كذلك قد تكون وللأسف من بعض الأطراف العربية، لا سيما أن الوضع في المنطقة العربية تشوبه التوترات والأزمات.
الدكتورة أشواق عباس قالت: أنا أتفق مع ما تفضل فيه الأستاذ تحسين الحلبي، بأنَّ الموضوع ليس وليد اللحظة إنما هو سياسة معدّة منذ وقت طويل وكانت تنتظر التنفيذ، وهي تصب في مصلحة أمريكا قبل الكيان الصهيوني.
وهذا كلّه بناءً على إرادة ما أستطيع أن أطلق عليه الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية وهنا أحب أن أنوه أن ما يشاع حول جنون ترامب ما هو إلا أداة لتمرير سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الفترة إن ما حصل ويحصل في الدولة السورية ما هو إلا جزء من هذه الصفقة والتي يراد منها الضغط على سوريا لقبولها بدليل تصريحات ترامب منذ يومين عن اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري.
بعض النقاط التي طرحت خلال النقاش