الفارابي الفيلسوف والمعلم الثاني

دمشق- 5 أيلول -2019
عقد في مقر الأكاديمية السورية الدولية نقاش الطاولة المستديرة بعنوان الفارابي الفيلسوف والمعلم الثاني، وذلك بحضور وفد من كازخستان ضم شخصيات أكاديمية وثقافية إضافة لطلاب الأكاديمية السورية الدولية ومهتمين بالشأن العام وشارك في الجلسة كل من د. سليمان الضاهر استاذ الفلسفة في جامعة دمشق والبرفسور غاليماكير موتنوف رئيس جامعة الفارابي الكازاخية الوطنية إضافة ل د. سمير الدرع مسؤول الجالية السورية في كازاخستان والأستاذة ديمة موازيني أستاذة آلة القانون في المعهد العالي للموسيقا.
واستهل الدكتور الدرع حديثه عن الأسس والجذور المشتركة بين الشعبين السوري والكازاخستاني، مركزاً علة أهمية انتقال الفارابي إلى دمشق، ثم ذكر أن المكتبة الظاهرية التي دفن فيها الظاهر بيبرس كانت المكتبة الوحيدة الكبيرة في دمشق التي تعطي المعلومات لأي طالب علمي، ونوه في معرض حديثه إلى حاجتنا الماسة في هذه الأيام إلى الفارابي لنفهم ذاتنا ونفهم أيديولوجيات حياتنا واختتم حديثه بالقول: “نحن والشعب الكازاخستاني نملك تاريخاً مشتركاً مضيئاً يفخر به كل كازاخي وكل عربي وكل سوري”.
كان حديث الدكتور الضاهر مليئاً بالشغف تجاه شخصية المعلم الثاني “الفارابي” وتناول ثلاث نقاط أساسية:
أولاً: السيرة الشخصية للمعلم الثاني:
أغلب ما نعرفه من معلومات هي موثقة تاريخياً للثلث الأخير من حياة الفارابي تقريباً لل 35 سنة الأخيرة من حياته والحديث هنا عندما انتقل من بغداد بعد موت أستاذه يوحنا متّى إلى حلب حيث مكث عند سيف الدولة الحمداني وغادر معه إلى دمشق.
ثانياً: فكرة عالمية الفارابي:
كان للفارابي تأثيراً عظيماً على نشأة الفكر الفلسفي العربي وعلى من جاء بعده من فلاسفة وخصوصاً الشيخ الرئيس ابن سينا حيث استعصى عليه فهم كتاب “ميتافيزيقا أرسطو” حتى وقع على كتاب للفارابي عنوانه “فلسفة أرسطو طاليس” فقرأه ففهم كتاب أرسطو.
كما كان للفارابي تأثيراً على ابن رشد رغم اختلاف الأخير مع الفارابي حول نظريات خلق الكون ونظريات العقول إلا أنه اعترف بعبقرية الفارابي.
يمتد تأثير الفارابي إلى أوروبا فكل الذين قاموا في عصر النهضة أقاموا على فكر الفارابي في التمييز بين الفلسفة والدين وذلك من خلال ترجمة مؤلفات الفارابي إلى اللغة اللاتينية وأحياناً العبرية وبعد أن كان سائداُ في أوروبا خدمة الفلسفة للدين حدد أبو نصر موضوع وهدف وغاية كل من الفلسفة والدين.
ثالثاً: الإنتاج الفكري للفارابي:
ينسب للفارابي تأسيسه الموسيقى بوصفها علماً قائماً على الرياضيات، فهو أول فيلسوف وضع النوتة الموسيقية حسابياً، وهو أول فيلسوف قسم العلوم وفقاً للمنهج والمضمون والغاية ومنها علوم اللسانيات وعلم الرياضيات وعلم الفلسفة وغيرها.
تحدثت الدكتورة موازيني عن فضل الفارابي في تعريف كلمة “الموسيقى” بالعربية حيث لم يكن هناك تعريف للكلمة في اللغة العربية. وعرفها على أنها: “مجموعة من العلامات الموسيقية المضبوطة ضمن ضبط إيقاعي وموصولة ضمن كيان موزون”، كما سلطت الضوء على أثر الفارابي في تطوير الموسيقى، ثم اختتمت مشاركتها بعزف مقطوعة بعنوان “روح الفارابي صوت امرأة”.

بعض النقاط التي طرحت خلال النقاش