منظمة الخوذ البيضاء ودورها في الأزمة السورية
دمشق-الأحد 8 أيلول 2019
عقد في مقر الأكاديمية السورية الدولية نقاش الطاولة المستديرة حول ” منظمة الخوذ البيضاء ودورها في الأزمة السورية”بحضور طلاب الشؤون الدولية والدبلوماسية، وشارك في النقاش الممثلة وصانعة الأفلام الأمريكية بوليفية الأصل كارلا أورتيز وحاورها المحامي وخريج دبلوم الشؤون الدولية الأستاذ غزوان المالكي.
استهلت كارلا أورتيز حديثها بإبداء إعجابها بقدرة الشعب السوري على الصمود والبدء بالنهوض سريعاً بعد ثمان سنوات من الحرب وقالت أن الهدف الذي يجمع السوريين ويقف خلف هذه الإرادة هو إنهاء الحرب والقتل وبناء الحياة من جديد.
وفي معرض الحديث عن منظمة الخوذ البيضاء ودورها في الأزمة السورية أفادت أورتيز أنه وفقاً لزيارات ميدانية قامت بها لاحظت أن هناك العديد من النقاط المثيرة للتعجب خصوصاً فيما يتعلق بقرب مواقع المنظمة من مواقع لمسلحي تنظيم داعش لدرجة أنهم يتشاركون بعض الخدمات كالطرق وكراجات السيارات دون حدوث أي مواجهة أو حوادث أو استهداف لهم وغيرها من المؤشرات الأخرى.
وأكدت أورتيز أن معظم سكان المناطق التي كان للخوذ البيضاء عمل فيها أخبروها أن الخدمات التي تقدمها المنظمة كانت موجهة للمسلحين وعائلاتهم، ولكن من وجهة نظرها فإن المشكلة الحقيقية لم تكن في مساعدة المسلحين وعوائلهم بل تكمن في تلفيق توثيق هجمات بالأسلحة الكيماوية هذه التلفيقات التي تحفز قوات التحالف على توجيه ضربات عسكرية وسياسية واقتصادية من شأنها التأثير سلباً على حياة السوريين فكيف يمكن لهكذا سلوك أن يخدم المدنيين؟!! وهو الهدف المعلن الذي جاءت من أجله المنظمة للعمل في سورية.
ولم يقتصر من وجهة نظر أورتيز أثر تلك التلفيقات على ذلك فقط بل ساهمت في تأجيج الرأي العام الغربي مما أمن لهم دعماً معنوياً وغطاءاً دولياً للاستمرار في عملهم دوناً عن الدعم الإعلامي والمادي من قبل الدول الغربية كبريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وغيرهم إضافة إلى دعم منظمة الأمم المتحدة، لكي يتبين فيما بعد أن الهدف من تواجدهم على الأراضي السورية كان للضغط على الحكومة السورية والحصول على معلومات من الأرض وتقديمها للدول التي تعمل على تدمير سورية، فقد كانت مصالح الدول الداعمة هي التي تحدد سلوك المنظمة وأماكن تواجدها جغرافياً.