
1 من 2
رغم أن الخبر مجرد سرد للوقائع لا يحق للمحرر إبراز أي رأي مباشر في تفاصيله وأحداثه، كي لا يخرج هذا النوع الإعلامي من ردائه، فيتحول إلى نوع آخر هجين، إلا أن الخبر يبقى ابن بيئته، مما يجعل أسلحة الصياغة الخبرية هنا تنحو نحو أدوات أخرى للتعبير عن سياسة الوسيلة، وخلفية كاتبه، وثقافة المؤسسة الاجتماعية التي تعكسه، وتقف ورائه، ومن هذه الأسلحة، ترتيب الوقائع، واختيار نوع الاقتباسات، وحجمها، والأهم المفردات والكلمات المفتاحية التي يخرج بها الحدث إلى نور المشاهد، وتضع كثيراً من الخطوط التي تؤطر معاني الخبر، وتوجه مضامينه.
وطالما أن للغة الإخبارية المختارة قوة مستقلة تحدد إطار عمل وتفكير المرسل، فإن شبكة الألفاظ وطريقة التقديم التي يحتوي عليها أي نص إعلامي تعكس رؤية القضية، كما تعكس الإطار الفكري الذي تلتزم به سياسة الوسيلة الإعلامية للتعبير عن هذه القضية، ولهذا تنطلق النظريات الحديثة الخاصة بالتلقي وتمثيل المعلومات لدى الجمهور من منظور التأثير المعرفي إلى اختبار آلية إدراك الأخبار استناداً لأهداف المحرر، أو نوايا المرسل، بمعنى مدى التواؤم بين المعنى المدرك والمسترجع من قبل جمهور المشاهدين، وإطار المعنى الذي تم صياغة الخبر من خلاله، حيث أن هدف الجمهور من التعرض للأخبار استخلاص الأفكار المقدمة واختزالها ضمن أطر المعنى العام.
وبالتالي فإن القدرة البشرية على اكتشاف المعاني المقصودة للنص تتم وفقا لأطر المعرفية التي تستثيرها كلمات هذا النص وفقراته، وهذه المعاني هي التي تعطيه الاستمرارية في الفهم، وإلا غدا النص مبهماً، وناقص المعنى ،وهذا ما يتعارض مع طبيعة الخبر كنص جماهيري متداول المعاني، خاصة أن نتيجة التعرض المكثف لفيضان المعلومات أظهر ما يسمى بالاقتصاديات المعرفية أثناء التعرض لهذه المعلومات، والتي تتمثل في استخدام المتلقي مخططات وأطر ذهنية معينة لاسترجاعها.
أطر الأخبار وصراع المعاني:
إذا كانت الأطر هي التي تمنح الأخبار معناها، فقد لاقى مدخل الاتصال كعملية خاصة بتوليد المعاني الذي قدمه “رونالد بارسيس ، Ronald Barthes“، انتقادات عدة من خلال الصراع بين المعنى الذي يقدم به إطار الخبر، والمعنى الذي يتم من خلاله إدراك المعنى من خلال إطار المتلقي، ولهذا اقترح “دينس ماكويل ، Deins Mequail” إلى أن محتوى الاتصال يفسر من خلال تلقيه أكثر من تفسيره من خلال إنتاجه، فالمعاني ليست في الكلمات بقدر ما هي لدى الجمهور المتلقي.
وانطلاقاً من تعريف الإطار الإخباري بأنه الطريقة التي يركب فيها المخبرون القصة لجعلها أكثر كمالاً ويسراً وسهولة منال، عبر إتباعه أسلوباً محدداً لبناء القصة الخبرية يرسم معالمها بالاعتماد على انتقاء مظاهر وإهمال أخرى لجعلها أكثر بروزاً في سياق الاتصال، وأكثر كمالاً ويسراً وسهولة لمنال جمهورها، يشير “مورت روزنبلوم، Mort Rosenblum” في كتابه الشهير: “من سرق الأخبار”، إلى أن ثمة جهود غير عادية تبذل لقولبة الأخبار وتحجيمها وتأطيرها وتعليبها، ثم تصديرها بالفكر الذي تمثله تحت عناوين براقة، طالما أن الوقائع لا تنطوي بحد ذاتها على مغزى أو معنى وإنما تكتسب ذلك من خلال وضعها في إطار يحددها وينظمها ويضفي عليها قدراً من الاتساق، وهذا الشكل ما تفعله محطة “CNN” من تغطية موجزة أشبه بالعينات جعلت الأبعاد الخفية للأحداث تتلاشى في زوايا العتمة، ولعل هذا ما يدفع كل مؤسسة إعلامية مثل وكالة “أسيوشيتد برس، ووكالة “رويترز”، وصحيفة “الواشنطن بوست”، وغيرها إلى نشر دليل أسلوبي يتدرب صحفيوها عليه لإتقان صنعة الأخبار وفق تعاليم لغوية وطرائق معتمدة للتعامل مع الأخبار من منظور سياساتها العامة، وهذه التوجهات تجعلنا نصف إطار الخبر بأنه زاوية القصة التي تشبه بوتد الخيمة الرئيسي ،يمارس المحرر من خلالها سلطته.
من جهة أخرى قدم علماء الاجتماع تعريفهم لمفهوم الإطار الذي يكسب الصياغة معناها من خلال تركيزهم على مبدأين، هما: كيفية تقديم الأخبار ،والكيفية التي تفهم بها هذه الأخبار، فعلى سبيل المثال تصبح الأخبار المصاغة بشكل “ممسرح” قريبة من إطار الاهتمام الإنساني، مما يوفر لها فرصاً أكبر للإدراك الشخصي، خاصة أن الوقائع لا تنطوي بحد ذاتها على مغزى أو معنى، وإنما تكتسب مغزاها لدى جمهورها من خلال وضعها في إطار يحددها وينظمها ويضفي عليها قدراً من الاتساق، وهذه الزيادة في بروز جوانب على حساب أخرى هو الذي يعزز احتمالية تميز المعلومات، فالإطار الإعلامي هو تلك الفكرة المحورية التي تنتظم حولها الأحداث الخاصة بقضية معينة، وتنسجم العلاقات بينها، مما يجعل الخبر يبدو صحيحاً ولكنه في الحقيقة الأمر ليس كاملاً، ذلك أن الأطر هي انعكاس ليس للواقع الوارد في الرسالة، وإنما للواقع المفترض في البيئة التي يتم التلقي فيها، ولعل هذا ما دفع “توشمان ، Tuchman” إلى الاعتقاد أن الإطار هو النافذة التي يطل من خلالها المحررون على الواقع الاجتماعي، مما يجعله ينطوي على رؤية خاصة للحدث الإخباري، وهو نفسه ما خلص إليه “جامسون ، Gamson” وطلابه من أن القصص الخبرية باحتوائها على أطر الصراع ليست مجرد محددات تؤثر في بناء القصة الخبرية الكاملة ،لكنها عناصر تظهر داخل هذه القصص، فهي جزء لا يتجزأ من الخبر.
إن صياغة الخبر وفق إطار محدد لا تؤدي مجرد دور ثانوي فحسب في عملية الاتصال، بل تشكل هذه الصياغة مجموعة قرارات استراتيجية يتخذها المحرر ،تخرج بالصياغة من معناها الضيق كعملية ميكانيكية بسيطة تقوم على استدعاء الوحدات اللغوية من مخزن وعي المحرر لملء أبنية النص الخبري، ليصبح حالة خاصة من التصرف الخلاق، وعملية اختيار دقيق بهدف تقديم الخبر بالإطار المتصور ضمن الصيغة اللغوية المختارة، والتي تجعل التحقيق الناجح للمقصد هو الهدف الأساسي للمرسل، مع مراعاة أن محرر النص لا يكون في حرية كاملة عند صياغة نصه، ولا يكفي على ما يبدو مراعاة القيود الدلالية-القواعدية، حيث يقوده معيار نموذجي للصياغة، يتبلور عند تحديده لإطار بناء النص.
إن جنوح المحررين نحو اختيار مفردات خاصة وتشخيص أحداثهم، والتركيز على الدراما، والتشويق، والصراع، خاصة في أخبار السياسة العامة التي يتم فيها إبراز ما تكسبه الشخصيات السياسية وما تخسره يمكن اعتباره حسب “لاورنس ، Lawrence” عملية لعب في الإطار، كما يمكن إطلاق على هذا النوع من الأطر المستخدمة في هكذا أسلوب تحريري يزداد انتشاره بين المهنيين مع مرور الوقت لقب “إطار اللعبة”، وهذا يتوافق مع التعريف النظري للأطر على أنها بناءات اتصالية يقيمها المحرر لتحديد الأدوار المتصارع عليها في الخبر، مما يجعل الإطار بصمة القوى للمتنافسين من أجل السيطرة على الأخبار.
لعبة المفردات:
تتجلى أهمية الأطر وتأثير أساليب الصياغة عند تعريف الإطار إجرائياً، فإطار قضية ما يتحدد إجرائياً من خلال الكلمات الرئيسية، والمصطلحات والجمل والعبارات والصور فضلاً عن توظيف المصادر الإخبارية التي تبرز بدورها حقائق معينة، وتوجه أو تقود المتلقي إلى اسـتخلاصات وأحكام بعينها حول القضية ذاتها، وهذه هي أدوات الصياغة التي حددها “ماكلويد” (2002) على أنها تشكل الأطر الخبرية ولا تخرج عن: الكلمات الرئيسية والاستعارات والوصف المجازي والرموز والصور المرئية التي يتم تدعيمها كتأكيد على سرد الأخبار، فمن خلال تقديم وتكرار بعض الصياغات اللفظية والصور المرئية يمكن عبر الوقت من خلال ثباتها ترسيخ بعض الأفكار دون سواها، والتي تقدم تفسيراً واحداً رئيسياً أكثر حضوراً وتميزاً، وأكثر قابلية للفهم والإدراك من التفسيرات الأخرى ،رغم ظهور معه بعض التفسيرات المتناقضة الثانوية الأقل بروزاً وثباتاً، مع مراعاة أن الكلمات والمفردات وأدوات الصياغة السابقة لا تعرض في النص الخبري بشكل فردي، لكن في محمولات أو حزم لبناءات داخلية محددة، وكل حزمة تفسيرية مقدمة تحتوي على مجموعة الصور الذهنية، والعبارات الجذابة ،والاستعارات الملائمة، مما يساعد على دغم الجمهور في إطار الخبر، بالمقابل وجد “بان وكوسيكي ،Pan & Kosicki” أن المحررين يناقشون قضايا أخبارهم من خلال أطر تعكس في الغالب ثقافة سردية واسعة تمد الجمهور بالأدوات الأساسية المستخدمة للتعامل والتفكير ومناقشة الأحداث السياسية، وهذا ما دعاه الباحثان بتأثير الإطار، وانطلاقاً من ذلك اقترحا نموذجاً لتحليل الأطر يركز على: خصائص النص الخبري، والاستراتيجيات التي يتبعها المحرر في بناء حدثه الإخباري، ومن ثم تمثيل الجمهور لمعلومات هذه القصة، وعليه تم التركيز على البناء التركيبي للقصة الخبرية وفق تسلسل فقراتها، والاستراتيجية التي يتبعها محررها، وكيفية توظيف مصادر استشهاداتها، إضافة إلى بناء عناقيد الفكرة المحورية، وما يمكن أن يثيره ذلك من استخلاصات ضمنية، ومن هنا أشار النموذج إلى أن أطر وسائل الإعلام تشتمل على أربعة أنظمة هي:
1. تركيب واستعمال الكلمات داخل الجملة، والجمل داخل الفقرات، وهو ما يدعى بالبناء اللغوي.
2. النص المكتوب، بحيث يشير إلى كفاءة الأخبار بالنسبة للحدث، ونقله للجمهور بما يتجاوز خبراته الحسية المحدودة، وهو ما يدعى ببناء النص.
3. النظام المتعلق بعرض الأفكار الرئيسية، وفرض فكرة محددة في القصة الإخبارية، سواء عن طريق عبارات محددة أو ربط واضح بالمصدر المباشر، وهو ما يدعى بالبناء الفكري.
4. بيان وبلاغة النص، وهو ما يدعى بالبناء الخطابي الذي يرجع إلى الأسلوب المقصود الذي يختره المحرر لتحقيق الأثر المقصود .
من جهته أكد “Hartley” على أن انتقاء كلمات بعينها في صياغة النص الإخباري واستبعاد كلمات أخرى يمثل أدوات رئيسية لخلق المعنى المتضمن للنص، وهذا الانتقاء كل من: تحديد هيئة الجملة الواردة في النص الخبري واختيار المكونات والمفردات التي تتركب منها الجملة، إضافة إلى الانتقاء المعجمي للمفردات والكلمات المفتاحية؛ إذ أن اختيار كلمات بعينها من بين الكلمات المتاحة التي يمكن استخدامها في صياغة الجملة يمثل اللبنات المستخدمة في بناء المعنى، فهو يحمل في طياته دلالات مختلفة للنص الخبري، ولهذا يعتقد “ولسفيلد ، Wolfsfeld” أن أكثر العوامل تأثير وتحكماً في أداء متغير الإطار هي: أساليب الممارسة التحريرية للوسيلة الإعلامية، إضافة لاستقلاليتها السياسية، ونوع مصادر أخبارها، والمعتقدات الفكرية والثقافية للمحررين والقائمين بالاتصال فيها، وطبيعة الأحداث نفسها.
مفردات اللعبة :
يطلق على المعاني المشتركة التي يقدمها المحررون عبر بعض الكلمات والجمل ذات التعقيد اللغوي الإطار الدلالي “Frame Reference”، فمفردات اللغة تؤسس المعنى الفعلي للأخبار من خلال تركيزها على حدوث أفعال محددة كدافع لشرعية الأحداث، وكمؤثر في عملية الاتفاق حولها.
وبالتالي تعد الكلمات الأدوات الخام التي نتلمس بها الطريق أثناء التواصل مع الآخرين، فالكلمة أصغر وحدة ذات معنى في الكلام المتصل، أو كما يصفها “بلومفيلد” أصغر صيغة حرة، أو أصغر وحدة كلامية قادرة على القيام بدور نطق تام، كما يرى “ل. ر. بالمار”، أضف إلى ذلك أن الكلمات هي أسماء الأشياء والأشخاص والأمكنة، ولهذا تتمتع بذاتية ومكانة مستقلة في المعجم، كما يخضع استخدامها لعدد لا يحصى من القيود والعادات، كونها لفظ ومدلول ومعنى، فاللفظ جسد روحه المعنى، وبالتالي ليس غريباً أن يبدأ العهد القديم بالقول: “في البدء كان الكلمة”.
وطالما كانت دقة الكلمة هي الحاسم لأي وسيلة إعلامية، فإن لغة الأخبار تفرض اختيار أفعال دقيقة، تتضمن الحركة لضمان سير الحدث وتطوره ،ومن المعروف أن كلمات الخبر سواء أفعاله أو مفرداته يجب أن تكون نشيطة ومؤثرة، وتصقل لدرجة التوهج والإشراق في القصة المصاغة، وهذا ما أسماه “كلارك، Clark” الكلمات الرابحة” أي الأفعال والمفردات القوية التي تبقى، والتي لابد أنتكون معبرة وكذلك شائعة لأنها تجعل الاستماع أسهل، مما جعل “رودولف فليس” ينصح في دليل الكتابة في “الأسيوشيتدبرس” عدم استخدام المفردات التي لا تستخدم في الأحاديث اليومية، لأن الوكالة ليست مهتمة بزيادة الحصيلة اللغوية للجمهور.
وعلى الرغم من أن الاهتمام باللغة اللفظية للأخبار يهدف أولاً إلى تماسك بناء الخبر على اعتبار أنها تدعم الصور الملزمة للعقل، إلا أن ذلك الهدف تم تجاوزه إلى التأثير على المعنى الضمني والاستدلالي الذي لم يكن ظاهراً على السطح، حيث بدأت المحطات باستخدام قواميس لفظية خاصة بها لتقدم الخبر ضمن وجهة نظر أطر تفسيرية غير ظاهرة بانحيازها العلني, فعلى سبيل المثال انتشر في أخبار المحطات العربية مصطلحات لفظية (كالجدار الأمني بدل جدار الفصل العنصري، وحائط المبكى بدل من حائط البراق وجبل الهيكل بدل الحرم المقدسي، والمستوطنات بدل المستعمرات، والإرهابيين بدل المقاومين، وأعمال المقاومة بدل أعمال العنف، والجرائم الإسرائيلية بدل العنف المضاد ،والعناصر الإسلامية بدل الجماعات المتطرفة والأصوليين، حتى أن كثير من الأخبار العربية وصفت رابين بشهيد السلام) ولعل كل ذلك دفع رئيس أخبار الإذاعة المصرية المرئية لإصدار قائمة بهذه المصطلحات لمنع تداولها في أخبار الانتفاضة، فسيادة هذه المصطلحات ستؤدي إلى استدلالات ضمنية للأخبار، ومعاني مخالفة للمعاني الأصلية للكلمات، ضمن أطر مخالفة للمصالح قد يقود لتهويد الذاكرة على المدى التراكمي، فعدم معرفة مدلول الكلمة يؤدي إلى تغيير معناها لأسباب لغوية وتاريخية واجتماعية، وربما ترسيخ معنى جديد مغاير لما كانت تستخدم عليه من قبل، وهذا يتوافق مع نظريات المعنى التي تفسر دور وسائل الإعلام الجماهيرية في مفردات اللغة ومعانيها، إذ تقوم وسائل الإعلام أما بإنشاء معان جديدة لكمات قديمة لدى الجمهور، أو خلق كلمات جديدة بمعان مغايرة، تستبدل فيها معان قديمة بأخرى مختلفة، أو تدعيم كلمات سابقة بمعانيها الحالية، مما يجعل “ديلفير وبلاكس،Defleur & Plax” يصفان تعرض الجمهور لوسائل الإعلام بالدرس اليومي للغة ومفرداتها( )،وهذا يتفق مع ما يراه “أستيفن أولمان” في أن الكلمات تؤثر في الأفكار وتساعد على إدراك المعنى بشكل عميق وربما مخالف لحالته العادية، ولهذا ينصح “ستين” محرري الأخبار باستخدام الكلمات المناسبة التي تصيب الهدف فقط ،بدلاً من استعمال الكلمات العامة التي تصيب أشياء أخرى مع الهدف، وهذا يقضي إلى استخدام الكلمات في المكان الذي يناسب الغرض منها.
يتبع في/2/2
لا يحق نشر أي جزء من منشورات ميديا & PR، أو أختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله على أي نحو، سواء إلكترونياً أو ميكانيكياً أو خلاف ذلك دون الاشارة الى المصدر، تحت طائلة المساءلة القانونية.