---

---

هدف العلاقات العامة الرئيس هو التأثير في سلوك أفراد وجماعات من الناس، وفي علاقة كل منهم بالآخر، وذلك بالحوار مع الذين تعد انطباعاتهم ومواقفهم وآراؤهم حاسمة لتحقيق النجاح.

فقد انتشر استخدام العلاقات العامة بين الناس في القطاعين العام والخاص، وفي القطاع غير الريعي في العقدين الأخيرين. كما أضاف هذا الاستخدام كلمات وعبارات جديدة إلى لغتنا وغدا مميزاً باعتباره جانباً معاصراً ومهماً في الإدارة وتوصيفاً وظيفياً لنحو نصف مليون وظيفة تشمل علاقات عامة ما في المملكة المتحدة وحدها

كتاب كل مايجب أن تعرفه عن العلاقات العامة يجيب عن أسئلة غالباً ما تُسأل عن العلاقات العامة، ابتداء مما هو عادي وبسيط صعوداً إلى المعقد . إذ يتساءل أناس أكثر من أي وقت مضى عما إذا كانوا في حاجة إلى العلاقات العامة، ربما لـ بناء مشروع عملهم الحر، أو المساعدة على بيع منتجاتهم وخدماتهم، أو تطوير وظائفهم، أو التعريف بأنفسهم، أو كسب القبول، أو حماية سمعتهم، أو توليد اهتمام بقضاياهم، أو الفوز بالفهم والتأييد، لضمان نتيجة أفضل أو إثبات قضية على نحو فعال، أو للصمود في وضع صعب أو لتجنب مشكلات يمكن أن يقعوا فيها إذا لم يتلقوا استشارات سليمة ومعلومات دقيقة أو لم يتأكدوا من فعل ذلك.

هم يطلبون إجابات عن أسئلة شكلوها وفق أطرهم ،المرجعية وتتصل بما يدور في أذهانهم تحديداً وما يريدون تحقيقه. وربما أمكنك مد يد العون الكبير بالرد على أسئلة الآخرين أيضاً . بعض الأسئلة مناسب أكثر من بعضها الآخر لحاجات القارئ الفرد كأي سلسلة معروفة باسم «سؤال وجواب». وقد يسلط بعضها الضوء على جانب جديد، فيما قد يثير بعضها الآخر خطاً جديداً من التفكير في طريقة الحكم على استخدام العلاقات العامة لغرض محدد أو في بيئة مختلفة.

يسعى المديرون الذين تعوزهم الخبرة، إذا امتلكوا تجربة مباشرة في استخدام العلاقات العامة، أن يعرفوا ما يمكن أن تحدثه العلاقات العامةفي حياتهم العملية ضمن الشروط التي يمكنهم فهمها والاستجابة لها وهم يفكرون، على سبيل المثال، بالتعيين والقياس والنفقات الجارية. هل بإمكان العلاقات العامة أن تتبع معايير مجالات النشاطات التقليدية وكيف وأين يمكن أن يكون اللجوء إليها مناسباً ؟ وكم ستأخذ من وقتهم ؟ وكيف يجب أنتُقيم ؟

يختلف مستوى تواصل العلاقات العامة وتعقيدها اختلافاً بيناً يراوح بين تلبية حاجات فرد وتلبية حاجات الحكومات والشركات الدولية. وقبل الشروع في أي نشاط علاقات عامة، لا بد أن يكون هذا النشاط محدداً بأهداف واقعية قابلة للقياس، وذلك لتحقيق ما يتوقع الحصول عليه من نتائج إيجابية. وحالما يبدأ العمل، يجب أن تكون الاتصالات مخططة تماماً ومدارة في حدود معرفة خاصة وفهم لبيئة التشغيل وأكثر احتمالات تطورها مستقبلاً .

الدليل معروض هنا عرضاً سهلاً مبسطاً ويستند إلى أساس عملي ونظري متين. فثمة واحد وخمسمئة سؤال وجهت إلي مراراً ، بصيغة أو بأخرى. وقد أجبت عنها باختصار ووضوح وتحديد ، لتقدم فهماً سريعاً للموضوع المطروح قبل الشروع في ممارسة العلاقات العامة، تحدد الصلة بالموضوع لتقرر بناء على ذلك اتجاهها وهدفها المستقبلي. هناك أسئلة صعبة كثيرة هنا، بما فيها تلك التي تثيرها خطب الصحفيين الغامضة، وعلى الرغم من أنها تعترف بأهمية العلاقات العامة البارزة في تنفيذ الاستراتيجية المشتركة داخل مؤسسات كثيرة، لكنها تفتقر إلى أي موجز خاص بها. إذ ليس هناك حد أدنى لدور العلاقات العامة في تهدئة المنافسين والنقاد وليس هنالك أي محاولة للارتقاء بمكانة ممارسة العلاقات العامة.

وإلى جانب نفاذ البصيرة، ثمة إيضاحات المفردات شعبية كثيرة، سقناها أمثلة عملية وتوضيحات وأفكار عن أكبر الموضوعات وأوسعها ، كأخلاق مع مشروع العمل الحر والقيم الثقافية في الشركة، ووضع علامة تجارية والعولمة وتطبيقات التكنولوجيا. وعلى الأرجح أن تثير الأسئلة أسئلة أخرى. فتلك هي طبيعة العلاقات العامة التي ماتنفك تنمو وتتنوع إنها موضوع واسع حقاً ، ما إن تجازف بالدخول إليه حتى تجد نفسك مفتوناً به يسحرك البريق بطلب المزيد.

يعالج كل فصل من فصول هذا الكتاب العلاقات العامة من منظور خاص؛ وبعض الموضوعات الرئيسة عالجناها من جوانب عدة فيسأل الفصلان الأول والثاني عما هو علاقات عامة وما ليس كذلك بالضبط. ومن ثم طبيعة التواصل في العلاقات العامة. وقد استطلعنا الجانبان الاستراتيجي والتخطيطي في هذا المجال. تليها خمسة فصول تبحث في الإعلان والتسويق والاتصالات ودور العلاقات العامة داخل المؤسسة وخارجها والرأي العام والسياسيين والحكومة. وتعالج الفصول الخمسة التالية القياس والتقييم وممارسة العلاقات العامة والمسائل العملية المتعلقة بتطبيقها واستخدام طاقم علاقات عامة داخل الشركة والعمل في وكالة استشارات، وفي الفصل الأخير تتشوف الأسئلة المستقبل وكيفية تطوير التطبيقات ومعالجة ما يستجد من اتجاهات وقضايا.