العنوان :
الدبلوماسية المعاصرة
المؤلف :
آر. بي. بارستون
عدد الصفحات :
300
دار النشر :
الأكاديمية السورية الدولية
ملخص :
بات النمو في حجم النشاط الدبلوماسي المعاصر بأشكاله المختلفة أمراً واضحا. وتشمل المؤشرات التي تدل على هذا الحجم المتغير أموراً عدة منها عضوية المؤسسات الدولية، والأجندة الدولية المتغيرة والمعاهدات والاتفاقيات وما يتصل بها من زيارات ولقاءات واجتماعات ومؤتمرات إقليمية ودولية.

رابط الكتاب الصوتي على يوتيوب :

بات النمو في حجم النشاط الدبلوماسي المعاصر بأشكاله المختلفة أمراً واضحا. وتشمل المؤشرات التي تدل على هذا الحجم المتغير أموراً عدة منها عضوية المؤسسات الدولية، والأجندة الدولية المتغيرة والمعاهدات والاتفاقيات وما يتصل بها من زيارات ولقاءات واجتماعات ومؤتمرات إقليمية ودولية.

وفي هذا السياق يطرح كتاب " الدبلوماسية المعاصرة " تساؤلات عدة لعل من أهمها : ما الوسائل والأدوات الدبلوماسية المتوافرة وأهدافها ؟ وما التبدلات الرئيسة التي طرأت عليها ؟ وما الأسباب التي تدفع الدول إلى اعتماد منطقة رمادية في أدائها الدبلوماسي؟

وإحدى السمات المهمة للدبلوماسية المعاصرة تتمثل بالدور المتعاظم الذي تنهض به الدبلوماسية الشخصية من جانب رئيس الدولة أو الحكومة؛ إذ أدت المشاركة المباشرة أو الفردية لقادة الحكومة في القضايا المحورية للسياسة الخارجية إلى إضعاف دور وزراء الخارجية وتأثيرهم الإجمالي من نواح عدة، كما أضعفت هذه المشاركة في بعض الأحيان دور السفراء والسفارات

ويتم هذا النوع من الدبلوماسية من خلال الزيارات والمراسلات والمحادثات التي يقوم بها قادة الدول والحكومات عبر إقامة قنوات اتصال وتعزيز العلاقات الشخصية والصورة الذهنية للبلد الذي يمثلونه. وهذا النمو في حضور الدبلوماسية الشخصية جاء نتيجة للتغيرات في وسائل الاتصال الحديثة وتزايد التعاون الإقليمي، إذ أسهمت وسائل الاتصال في توسيع نطاق التواصل المرئي للزعماء والقادة إسهاماً كبيراً.

وبينما تؤكد الدبلوماسية المباشرة على التواصل الإيجابي، تمثل الدبلوماسية المضادة توجها سلبيا هدفه تفادي الحلول السياسية أو القواعد والقوانين الدولية والتهرب منها. كما أنها تؤدي لاستمرار أو إطالة أمد الصراع، مفسحة المجال للعنف بأشكاله المختلفة.

لقد أصبحت اليوم الدبلوماسية متعددة الأطراف سمةً راسخةً ومميزة للدبلوماسية المعاصرة. وبهذا الصدد نذكر دبلوماسية الضغط ودبلوماسية الدهاليز ( الكريدورات).

وتعددت الوسائل والأدوات المتوافرة التي تستخدمها الدول في أدائها الدبلوماسي وفي تحديد أهدافها فأصبحت تلك الدول تعتمد منطقة رمادية في: أدائها الدبلوماسي عبر استخدامها المعلومات الاستخبارية والدعم السياسي و الاقتصادي للمعارضة في الدول الأخرى، فضلاً عن دعم المنظمات الإرهابية التي تخدم أجندة هذه الدول، أما الدبلوماسية الثنائية والعلاقات الثنائية ذاتها فقد أخذت أكثر من شكل منها ( السرية) كعلاقة الهند بإسرائيل وإقليم كردستان بإسرائيل.

كما أضحت الدبلوماسية الجانبية جزءاً أساسياً من الممارسة الدبلوماسية الحديثة التي تعني عقد اجتماعات أو مناقشات قصيرة الأمد حول مسائل أخرى غير القضية هدف تلك الاجتماعات، وربما تكون مراسم تشييع القادة ورجال الدولة والمؤتمرات الإقليمية والدولية مجالاً مناسباً لهذا النوع من الدبلوماسية أقرب مثال على ذلك.

أما التلميح أو دبلوماسيته فهي جزء أساس من الدبلوماسية التقليدية يمكن لها أن تستخدم التواصل اللفظي وغير اللفظي . ونعني باللفظي التصريحات أحادية–الجانب، وغير اللفظي الأحكام والمراسم أو إطلاق أسرى الحرب أو التركيز على مجالات التعاون المحتمل وإغفال الخلافات أو استدعاء السفير

يذكر المؤلف النقاط الايجابية للتلميح بوصفه أداة مهمة في حل النزاعات والصراعات طويلة الأمد، كما أنه يمكّن الدول من استخدام التواصل غير المباشر والحفاظ على قدر من حرية التصرف؛ بما يسمح بتغيير السياسات الآنية ( التكتيكات) لهذه الدول. ومن صعوبات دبلوماسية التلميح التلقي و الفهم الخاطىء لما يقال أو يفعل. وهذه المشكلة واضحة وضوحاً خاصاً في العلاقات الدبلوماسية مع الأنظمة التي تم عزلها من قبل الدول الكبرى.

ويعرف المؤلف المبادرات على أنها مقترحات و عروض غير تقليدية، يتم طرحها بشأن قضية أو مشكلة معينة - وقد تأتي هذه المبادرات على هيئة مشروع قرار ترعاه دولة معينة أو إضافة بنود جديدة في مشروع قرار، على سبيل المثال المبادرة العربية لعملية السلام التي أطلقت في قمة بيروت للعام 2002. وفي بعض الأحيان تكون "الدبلوماسية الصامتة من وراء الجدران وسيلة لطرح المبادرات خاصة في النزاعات طويلة الأمد.

وينتقل المؤلف ليتناول " الدبلوماسية القسرية " التي تهدف إلى فرض تغييرات في السلوك باستخدام التهديدات أو العقوبات وبالتالي تدفع الإجراءات القسرية الدبلوماسية إلى منطقة رمادية، حيث لا تعود الدبلوماسية تتميز بفكرة الأخذ و العطاء أو الحجة و الإقناع، وهو ما تم استخدامه ضد سورية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد احتلال العراق في العام 2003.

كما يستعرض الكتاب التنوع الدبلوماسي متناولاً روسيا أنموذجا، مبيناً أن الدبلوماسية الروسية خضعت لتنوع استراتيجي رئيس بعد عام 2000؛ حيث يهدف الأسلوب الدبلوماسي والأساليب التي تدعم التنوع في الاستراتيجية إلى دعم التوجه الدبلوماسي العالمي، وتكون الدبلوماسية الاقتصادية العالمية إحدى مكوناته الرئيسة ، وذلك بعدما عجز الاتحاد الروسي لفترة تزيد على عشر سنوات عن التحرك بحرية على الساحة الدولية، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي وفقد جميع تحالفاته العالمية في مجال الدبلوماسية السياسية والعسكرية. ويتناول المؤلف بالعرض والتحليل "الدبلوماسية الهادئة" التي تعتمد على السرية أكثر من العلنية، مبينا أن سمتها التقليدية تكمن في أنها تحاك من وراء الجدران (الجدران ) ، وأنها تتميز عن "الدبلوماسية السرية" في أنَّ جوهرها يعتمد على تبادل وجهات النظر تبادلاً سرياً، وهو ما يسمى بالدبلوماسية ذات المسارين

يقدم الكتاب آلية التوافق في إطار " الدبلوماسية المتعددة" (التوافق)، شارحاً أن صناعة القرار بالتوافق هي إحدى التطورات في وسائل الدبلوماسية المتعددة و يعود تبني أسلوب صناعة القرار بالتوافق إلى مطلع السبعينات من القرن الماضي ( في إطار مؤتمر الأمن والتعاون الأوربي والذي تحول بعد ذلك إلى منظمة) . كما أن صناعة القرار بالتوافق تختلف عن الإجماع العام. واستخدمت تلك الطريقة التوافق على نطاق واسع في نظام الأمم المتحدة كما هي الحال بالنسبة للجنة نزع السلاح التابعة لها.

وفي معرض تناوله للدبلوماسية المفتوحة والسرية يوضح الكاتب أن العلاقة بين الدبلوماسية المفتوحة والدبلوماسية السرية كانت إحدى المواضيع المحورية التي أثارت جدلاً في مناقشات الأداء الدبلوماسي. وأن جزءاً أساسياً من الدبلوماسية الحديثة يدار على اساس سري، و متكتم مع بعض العناصر المفتوحة . وهناك أسباب عدة وراء انتشار السرية في إدارة الدبلوماسية، وهذا ما يلاحظ من خلال دخول قادة الأجهزة الأمنية على خط العمل الدبلوماسي كما هي الحال في بعض الدول العربية والإسلامية ) مصر وسورية والسعودية والسلطة الفلسطينية وإيران وباكستان الخ) . ففي بعض الحالات قد يكون هناك انتقال من مستوى متكتم ) أي كشف علني محدود ) إلى مستوى سري من اجل حماية المصادر أو الاحتفاظ بحرية تصرف أكبر لإنشاء مبادرة أو إبرام صفقة أو الرغبة بتجنب مراقبة الإعلام أو الضرر السياسي الكبير الذي قد يحدث في حال تم الإعلان عن مضمون النشاط الدبلوماسي.

وتتأثر زيادة السرية في الدبلوماسية بشكل خاص، بعوامل مثل نوعية النظام السياسي أو القضايا والمواضيع و الوسائل الدبلوماسية. فالأنظمة المعزولة تدير معظم علاقاتها الخارجية بسرية. كما أن العقوبات والعزلة التي قد تفرض على هذه الدول، لا بد أن تجبرها على إقامة وتطوير علاقاتها من خلال شبكات خاصة

أو سرية. ويفرد المؤلف فصلاً خاصاً للدبلوماسية والوساطة، مشيراً إلى أن إحدى المهام المركزية للدبلوماسية على المستوى الدولي هي الإسهام في التسوية السلمية للنزاعات، وتشمل التفاوض والوفاق والتحكيم والتسوية القضائية.

على الرغم من أن الميثاق يميز التسوية السلمية للنزاعات في الفصل السادس عن تنفيذها على وفق الفصل السابع فقد اكتسبت هذه المجموعة من الوسائل أهمية شكلية في ميثاق الأمم المتحدة.. لكن الوساطة تبقى ممكنة خلال مسيرة الصراع المسلح او الحرب وهنا لابد من تمييز الوساطة عن الوفاق والتحكيم والتسوية القضائية على الرغم من توافر بعض السمات المشتركة بين هذه الوسائل إضافة إلى ذلك يتناول الكتاب أنواع الوسطاء وتصنيفاتهم، الرسميين منهم وغير الرسميين، وما طرأ من التطور على هذه التصنيفات. ويعرض بشيء من التفصيل للإستراتيجيات التي تستخدم الوساطة ، مورداً أمثلة من واقع العلاقات الدولية والمصاعب التي تعترض الوساطة المتمثل بـ الدبلوماسية المكوكبة " . مبينا أنه ينبغي على الوسيط في معظم أشكال الوساطة أن يعتمد على مهارات الإقناع الدبلوماسي، الا وهي الشرح والإيضاح ، وابتكار الفكرة ووضع إطار عام لها. ويلحظ الكاتب عدم الوقوع بخطأ تبادل المكافآت المادية أو المعنوية من قبل الوسيط، أو لجوء الوسيط إلى الإكراه والضغط.

كما يلقي الكتاب الضوء على قضية فقدان المصداقية، والتحيز لدى الوسيط لأسباب أهمها: نقاط ضعف تقنية، وفقدان السرية والصعوبات القانونية والاتهامات بالتحيز . وفيما يتعلق بالضعف التقني ، فإنه يشمل الخلفية الثقافية للوسيط، ونقاط ضعف إدارية وقيود مالية. كما تتطلب الوساطة مقارنة بالأشكال الأخرى للتفاوض - دبلوماسية سرية حتى لا يضعف الموقف التفاوضي، وخاصةً أن العلنية قد تفسد التفاوض عبر الدور السلبي الذي يؤديه الإعلام في هذا الجانب.

وأما من الناحية القانونية فقد يتعرض وضع الوسيط القانوني للاهتزاز بفعل الانقسامات داخل الهيئة التنفيذية أو الإدارية المحلية أو الدولية. وقد تنتهي فاعلية الوسطاء إذا ما فقدوا ثقة أحد الأطراف نتيجة تحيز واضح على أنه من أهم عوامل الخاتمة الناجحة للوساطة: الحفاظ على السرية والزخم المتواصل وتفادي اثار المقترحات السرية، مثل انعدام الثقة واحتمال تعطيل الاتصالات واستخدام وسطاء غير رسميين وجهات خارجية ليس لها أية مصالح مباشرة.

ويبين الكتاب بأن التطور المتواصل للدبلوماسية الإقليمية متعددة الجوانب منذ أواخر التسعينات يعد سمة مميزة أخرى للدبلوماسية المعاصرة. حيث أن معظم المنظمات الإقليمية هي منظمات تستند إلى أساس اقتصادي وروابط تجارية وسياسية. وهذا الأنموذج من الدبلوماسية تطور في نهاية الحرب الباردة في العام (1990-1991) ومن الأمثلة التي يوردها المؤلف على ذلك توسع و نمو: آسيان، اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية والباسيفيك (NAFTA).

لقد مرت الدبلوماسية بأشكالها ومسمياتها كافة بمراحل من الارتقاء والتغيير عبر القرون، وهي ما تزال في طور التغيير والتطور المستمرين... وهذا التطور الملحوظ في السنوات الماضية مرتبط بالتطور التقني الهائل من جهة، وبالطبيعة المتغيرة للعلاقات الدولية من جهة أخرى، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية المؤثرة تأثيراً كبيراً في الشؤون الدولية والدبلوماسية.

من هنا تأتي الحاجة إلى مواكبة هذا التطور والاطلاع على كل ما يتعلق بقضايا الدبلوماسية المعاصرة...

محتويات

تقديم

1 - الطبيعة المتغيرة للدبلوماسية

2 - تنظيم السياسة الخارجية

3 - الأساليب الدبلوماسية

4 - التفاوض

5 - تطوير الأداء الدبلوماسي

6 - الدبلوماسية و الوساطة

قائمة المختصرات