العنوان :
نظريات العلاقات الدولية
المؤلف :
: د. خالد المصري
عدد الصفحات :
250
دار النشر :
الأكاديمية السورية الدولية
ملخص :

رابط الكتاب الصوتي على يوتيوب :

نظريات العلاقات الدّولية
تتسارع الأحداث في عالمنا المعاصر إلى حد أصبح فيه من الصعب على المراقب مواكبتها وفهمهما . فالحرب في سورية تدخل هذه الأيام عامها السابع، والحرب في العراق عقدها الثاني، والحرب في اليمن عامها الثالث ، والفوضى تعم منطقة الشرق الأوسط، وهناك تدخل أمريكي في سورية، وتدخل تركي في المنطقة الشمالية من سورية، وروسيا تدخلت عسكرياً في سورية منذ 2015، والمعلن هو الحرب على الإرهاب. لكن الحقيقة هي سياسات دولية وصراع دولي تنعكس آثاره في المنطقة إلى حد أصبحت مسألة حياة أو موت. هل نستطيع فهم هذا الحروب ومعرفة أسبابها ؟ وما الأدوات اللازمة لمثل هذه المهمة؟ أن تعرف الأسباب لظاهرة معينة يعني أن تفهمها ، و أن تستطيع التنبؤ بحدوثها إذا تكررت الظروف التي تحكم هذه الظاهرة أن تعلم الأسباب يعني أنك تحصل على المعرفة العلمية حول هذه الظاهرة، وفي علم العلاقات الدولية، وعلى الرغم من حداثة استقلاله كعلم له موضوعه وأدواته، هناك تراكم معرفي هائل أنتجته الدراسات العلمية التي اعتمدت الفلسفة الوضعية لدراسة العلاقات بين الدول، فخلال العقود الستة الأخيرة من القرن العشرين هيمنت النظريات الوضعية في أغلب العلوم ومنها العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إلا أنه منذ انتهاء الحرب الباردة برزت اتجاهات نظرية جديدة تسمى ما بعد الوضعية وتنتقد الافتراضات الإبستمولوجية والأنطولوجية والمنهجية المتبعة في العلوم الاجتماعية بشكل عام والعلوم السياسية بشكل خاص، كونها تقوم على افتراضات وأسس إبستمولوجية تغيب الانسان والتاريخ والقيم الإنسانية من اهتمامها. ومع ذلك تشهد العقود الأولى من القرن الحادي والعشرين استمراراً للجدل بين تيارات مادية تتخذ مواقف إبستمولوجية وأنطولوجية ومنهجية تحاكي العلوم الطبيعية في مواقفها هذه، وتيارات تتبنى مواقف مغايرة، تجعل من العوامل المعنوية المتعلقة بالفكر والقيم والثقافة والأمور الإدراكية للفرد (التأويلية) نقطة انطلاقها في فهم ودراسة الظاهرة السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تيارات ونظريات تقدم نفسها على أنها جسر بين الوضعية وما بعد الوضعية، مثل النظرية البنائية .

يهدف هذا الكتاب إلى عرض أهم النظريات في مجال العلاقات الدولية بمرجعياتها المختلفة واتجاهاتها المتعددة، وتقييم قدرتها في التفسير، والشرح والفهم والتنبؤ في مجال العلاقات بين الوحدات الفاعلة في النظام الدولي لذلك تم تقسيم الكتاب إلى ثمانية فصول ومقدمة وخاتمة .

الفصل الأول:

يتناول الفصل الأول التعريف بعلم العلاقات الدولية وتطور الجدل النظري في هذا العلم منذ تأسيسه وحتى الجدل الراهن، إذ تم استعراض الجدالات الأربعة ومحاور كل جدل منها وأطرافه. كما احتوى هذا الفصل بعض المفاهيم الأساسية في دراسة العلاقات الدولية وخاصة الإبستمولوجي والأنطولوجي والأسس المنهجية المتبعة من قبل أساتذة العلاقات الدولية بالإضافة إلى ذلك يقدم الفصل الأول بعض الأساسيات في هذا العلم مثل : ما النظرية وما وظائفها؟ وهل نحتاج إلى نظرية لدراسة العلاقات الدولية؟، وما الفرق بين السياسة الخارجية والعلاقات الدولية؟

أخيراً تم تناول مسألة مستويات التحليل كأدوات طورها علماء السياسة لتساعدهم في دراسة العلاقات والتفاعلات بين الوحدات الفاعلة في النظام الدولي.

الفصل الثاني:

في الفصل الثاني يتم دراسة النظرية الواقعية بأشكالها المتعددة من الواقعية الكلاسيكية، والواقعية الكلاسيكية الجديدة، والواقعية الجديدة، والواقعية الدفاعية والواقعية الهجومية. وقد حرصنا على تبسيط الافتراضات الأساسية للنظريات ورؤيتها للعالم، وتقديم أهم المفاهيم التي يستخدمها أتباع هذه النظريات، كما تم التركيز على العديد من المفاهيم الأساسية للواقعية، مثل: القوة، وتوازن القوى، والمصلحة الوطنية، والأمن القومي، والنظام الدولي، والتغيير .

الفصل الثالث:

خُصص الفصل الثالث للنظرية الليبرالية. إذ تم استعراض الافتراضات الأساسية للنظرية وأهم روادها، كما تمت مناقشة أشكال الليبرالية ومراحل تطورها من المثالية وحتى الليبرالية المؤسساتية، بالإضافة إلى ذلك تم تناول العديد من المفاهيم المستخدمة في النظرية مثل التكامل والليبرالية، والاعتمادية والتشابك المعقد والسلام الديمقراطي، وصنع القرار ومفهوم التعاون الدولي، وجماعات المعرفة والنظم الدولية المتخصصة.

الفصل الرابع:

يتناول الفصل الرابع النظرية العالمية أو البنيوية الاقتصادية والتي تشمل اتجاهات يسارية ماركسية مثل نظرية التبعية ونظرية النظام الرأسمالي العالمي، فقد احتوى الفصل الجذور الفكرية للنظريات اليسارية وأهم المفاهيم التي تنطلق منها هذه النظريات في رؤيتها للعلاقات الدولية.

الفصل الخامس:

شكلت النظريات النقدية أي ما بعد الوضعية محور الفصل الخامس ، فقد تمت دراسة مدرسة فرانكفورت وما بعد الحداثة والنظرية النسوية، ففي المحور الأول تم تناول رؤية أتباع التيارات النقدية للنظريات وتقسيمها إلى تقليدية وبناءة، ونظريات شارحة ونظريات بناءة، وفي المحور الثاني تم تناول علاقة القوة بالمعرفة ومفهوم الجنيولوجي.

الفصل السادس:

يتناول الفصل السادس النظرية البنائية كنظرية بدأت تحتل مكانة متقدمة بين النظريات في العلاقات الدولية، وخاصة أنها تركز على القيم والهوية والقوى الاجتماعية، فالتفاعلات بين الفاعل البناء يحدد الهوية للفاعل من خلال تشكيل بناء اجتماعي يؤثر بشكل كبير في سلوك الوحدات الفاعلة في النظام الدولي أيضاً يسلط هذا الفصل الضوء على وجود نوعين من البنائية هما: البنائية الأنكلوسكسونية والتي ترى أن البنائية جسر بين الوضعية وما بعد الوضعية، في حين أن البنائية الأوروبية هي أقرب إلى ما بعد الحداثة.

الفصل السابع:

يتناول الفصل السابع النظرية الإنكليزية في العلاقات الدولية، والتي تركز على مفهوم المجتمع الدولي كما حدده هدلي بول وأتباع النظرية مثل مارتن وايت وجون فنسنت، كما تم تناول رؤية مارتن وايت لمفهوم النظرية الدولية وسؤاله عن عدم وجود نظرية دولية شبيهة للنظرية السياسية.

الفصل الثامن:

يتناول الفصل الثامن بعض التطبيقات العملية التي تساعد الطالب على استخدام النظريات، فقد تم تطبيق بعض النظريات على العديد من القضايا الدولية المعاصرة، لتعطي مثالاً عن أهمية استخدام النظريات في فهم العلاقات الدولية. أخيراً تم وضع ما يشبه الخاتمة حول واقع دراسة نظرية العلاقات الدولية في بداية القرن الحادي والعشرين.

وفي الختام، كلي أمل في أن أكون قد وفقت في تقديم النظريات بشكل مبسط يسهل على الطالب فهمها وتوظيفها في دراسته.