“الشرق الأوسط وفق رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة”
حضر النقاش من الجانب السوري الدكتور نزار ميهوب رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية، الدكتور خالد المصري أستاذ العلاقات الدولية وعميد كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة الشام الخاصة، والدكتور نمير عيسى أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق.
حضر النقاش من الجانب السوري الدكتور نزار ميهوب رئيس مجلس إدارة الأكاديمية السورية الدولية، الدكتور خالد المصري أستاذ العلاقات الدولية وعميد كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية في جامعة الشام الخاصة، والدكتور نمير عيسى أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق.
ومن الجانب الإيراني الدكتور محمد رضا حاجيان مدير مشروع توثيق وتعميق العلاقات الشعبية بين سوريا وإيران، الدكتور ميثم لطفي أستاذ إدارة الأعمال بجامعة الإمام الصادق، الدكتور علي رضا صبرا أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران، الدكتور محمد حاجي يوسفي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طهران، الدكتور صادق كوشكي أستاذ الدراسات الإقليمية في قسم غرب آسيا ومدرس بجامعة طهران، الدكتور حسن عابديني الأستاذ بجامعة الإعلام التابعة للتلفزيون الإيراني، والدكتور مصطفى ملكوتيان أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة طهران..
د. محمد رضا حاجيان
- لدي مشروع توسيع وتعميق العلاقات بين شعبي البلدين. من أهم نقاط هذا المشروع التقارب وتعميق العلاقات بين أساتذة الجامعات في سوريا وإيران.
- الهدف الأساسي من زيارة الوفد – المكوّن من 6 أساتذة من كليّات العلوم السياسية في جامعات طهران – هو الاطلاع على الواقع الميداني في سوريا عن قرب، والتعرّف على آراء زملائنا أساتذة الجامعات السورية، ونقل هذه الوقائع إلى المجتمع الإيراني وخاصة طلاب الجامعات الإيرانية.
د. خالد المصري
- إن رؤية الولايات المتحدة القائلة بضرورة البقاء رقم 1 في العالم ومنع بروز أي قوى إقليمية أو عالمية منافسة؛ تصطدم اليوم بالسياسة الخارجية لكلِّ من سوريا وإيران، وحتى لكلّ من روسيا والصين لكن بدرجة مختلفة.
- نحن في سوريا (كأكاديميين) نرى أن سوريا وإيران في نسق واحد ضمن توزيع القوى العالمي لمواجهة الهيمنة الليبرالية الأمريكية.
- نحن الآن نمر في مرحلة انتقالية للنظام الدولي تتّسم بعدم الوضوح، ومن هنا تنبع خطورة هذا الوضع. سنرى اصطفافات واصطفافات مضادة، تتغيّر وستتغيّر بتغيّر موازين القوى والمواقف على الأرض.
- هل عملنا كأصدقاء (سوريا وإيران)، ومن بعدنا (روسيا) رغم أني أعتبر روسيا ليست معنا في نفس الموقع والمكانة ضمن (محور المقاومة)، لأننا في سوريا وإيران الخط الأمامي لهذا المحور .. هل عملنا وقمنا بما يكفي لمواجهة المشروع الأمريكي؟
- يجب أن نصارح أنفسنا (سوريا وإيران) إلى أيّ حد يمكن أن يكون الصديق صادقاً مع وقوياً في مواقفه تجاه صديقه، لأن الطرف الآخر (أمريكا وحلفاؤها) لا يرحمون.
الدكتور حاجي يوسفي
- تمثّلت سياسة الجمهورية الإسلامية خلال الأربعين عاماً الماضية في السعي لإيجاد سياسة متعددة الأقطاب في العالم. خلافنا مع إسرائيل ومن ورائها أمريكا سببه التسلّط على العالم والهيمنة (هيمنة الكيان على المنطقة)، ومعارضة إيران لهذا الوضع جعلها في مواجهة دائمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأدى ويؤدي إلى النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة.
- نحن الآن نمر في مرحلة دقيقة وخطيرة. البعض يرى وقوف إيران إلى جانب سوريا هو لتحقيق مصالحها الذاتية، لكن الأمر ليس كذلك؛ إنّ تحالفنا مع سوريا يهدف إلى التصدي للهيمنة الأمريكية في المنطقة.
- صداقة إيران مع كلٍّ من روسيا والصين ليست علاقات استراتيجية، فإيران لا تريد أن تحل روسيا أو الصين محل الولايات المتحدة في قيادة النظام العالمي، بل هدف إيران هو خلق تعددية قطبية في العالم.
مداخلة للدكتور خالد:
- أرى أنه ليس من الخطأ أو المعيب في مكان أن تسعى إيران لتحقيق مصالحها، إذ لا يوجد دولة في العالم تتصرّف وكأنها (الأم تيريزا) وتقدم الحسنات لدول العالم.
- أرى أنّ موقع سوريا وإيران في المنطقة دفع البلدين لهذا الموقف الحالي.
يكمل د. يوسفي
- صحيح، كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها الوطنية، وبالتالي ترتب تحالفاتها وعلاقاتها وفقاً لذلك.
- في هذا النسق التحالف السوري-الإيراني يعود بالنفع على البلدين والأهم مواجهة السياسة الأمريكية في المنطقة.
الدكتور صادق كوشكي
- نعيش في عالم نجد أنفسنا فيه مجبورين للدفاع عن حدودنا الوطنية.
- انطلاقاً من الواقع الإقليمي، كل مجموعة من البلدان لديها نظرة مشتركة مع بعضها يجب أن تكون في قارب واحد، وإذا كان لكل بلد وجهة مختلفة عن الآخر سيغرق هذا القارب ويخسر الجميع، أو يتجهون لنفس الضفة ويربح الجميع.
- لا نستطيع أن نحكم على أو نسقط هذا المثال على العلاقات السورية- الإيرانية وخصوصاً خلال الأزمة الحالية في سوريا.
- بعضهم يقول إيران تسعى وراء مصالحها في سوريا من منطلق استعادة إرث الإمبراطورية الفارسية، والبعض الآخر يقسم أن إيران تتعامل مع سوريا من باب الصداقة فقط لا غير. برأيي النظرتان ليستا صادقتين بشكل كامل.
- سوريا، العراق وإيران في قارب واحد ولاعبون في فريق واحد، وبشكل حتمي من أجل بقائنا يجب أن نؤمن بأننا في قارب واحد، فإما نصل جميعاً إلى بر الأمان أو نغرق معاً.
- من منطلق هذه النظرة يتحتّم علينا أن نكون متعاونين مع بعضنا البعض، هذا ليس خيار، بل واجب حتى نلغي الحدود فيما بيننا.
الواقع يقول أن مصالح هذه البلدان متداخلة، والتحديات الأمنية فيها مشتركة، ولا يمكن لواحد من هذه البلدان أن يعيش في سلم وأمن ورفاهية، بينما البلدان الأخرى تعيش الفقر والحاجة وانعدام الأمن والحرب. - تحدّث الدكتور كوشكي عن الوحدة الأوروبية وكيف أن الأوروبيين رغم اختلافاتهم وخلافاتهم تمكنوا من بناء اتحاد سياسي وعسكري، وضرورة أن تحذو دول المنطقة حذو الأوروبيين.
- هنا قدّم الدكتور خالد مداخلة تلخّصت بالتالي: ” لا يوجد في المنطقة النيّة أو القدرة لدى دولها لتكون في شكل مغاير لموقعها في بنية النظام الدولي، والذي يحتّم عليها سلوك محدد وهو أنها دول ضعيفة”.
الدكتور نزار ميهوب في منتصف النقاش طرح التساؤل الآتي: ” أين يرى الزملاء الإيرانيون مستقبل المنطقة، وتحديداً سوريا، التي ولأسباب عديدة هي اليوم في النواة والقلب من المحرقة التي تحصل منذ سنوات؟”
الدكتور حسن عابديني
- حتى نعرف كيف ستكون العشرة سنوات القادمة في المنطقة يجب أن نعرف الوضع الحالي للاعبين الدوليين.
- بايدن يقول: ” أمريكا لديها مشاكل وأزمات اقتصادية، وصحية (أزمة كورونا) بالإضافة إلى أننا لا نستطيع ولا نريد أن نكون أمريكا السابقة”.
- نحن اليوم أمام إدارة أمريكية تختلف تماماً عن الإدارات الأمريكية زمن الحرب الباردة.
- أمريكا اليوم لم تعد تمتلك زمام الأمور في العالم، ولا تستطيع القيام بالأشياء التي تريدها، فلو استطاعت لقضت على سوريا، إيران، العراق، كوريا الشمالية وحتى فنزويلا وبوليفيا.
- أزمة فيروس كورونا وضعت أوروبا وأمريكا أمام الامتحان وكشفتهما أمام العالم، وأظهرتهما أضعف من الجميع.
- أمريكا، ألمانيا وفرنسا والحكومات الرجعية العربية لم يستطيعوا مجتمعين هزيمة سوريا، وحتى التغلّب على مكوّن صغير كأنصار الله في اليمن.
- أتساءل ماذا كان سيحدث لو ركّزت المحطات العربية ( محطة العربية أو العبرية) على وضع حكومة الكيان الصهيوني كما ركّزت عل الأحداث في سوريا.
- أنتم تتساءلون أي المحاور أقوى، محور المقاومة أم محور الشر الذي تقوده أمريكا؟
الجواب يمكن استنتاجه من التساؤل الآتي: الدولة التي تدفع 7 ترليون دولار (سواء كانت إدارة ترامب ومن بعدها اليوم إدارة بايدن) ولم تحصد أي نتيجة، برأيكم هل هذه دولة قوية أم ماذا؟
- أعتقد أنه من الأفضل لنا تحليل الموضوع من زاوية أفول أو سقوط الولايات المتحدة الأمريكية.
الدكتور نمير عيسى
- صحيح أننا في خندق واحد مع أشقائنا الإيرانيين، لكن يجب أن نكون واقعيين بخصوص المقارنة بين محور سوريا، العراق وإيران وبين الاتحاد الأوروبي.
- نحن في المنطقة لدينا عائق رئيسي وهو عدم امتلاك الذهنية التي توصّل بها الأوروبيون إلى وحدتهم، وسلطة العقل لدينا في المنطقة ليست كمثيلتها في أوروبا.
- أيضاً، انطلاقاً من الواقع، هناك اختلاف طائفي بين إيران وبقية الدول العربية، وهذا لا يمكن إغفاله.
- ثباتنا على مواقفنا وقضايانا كان له دور كبير في صمودنا. لكن لماذا لا نرى الموضوع من منظور آخر ونقول أن مصلحة الولايات المتحدة هي في ترك الأمور في المنطقة (سوريا، العراق واليمن)كما هي اليوم من حرب وفوضى.
- رغم شعورنا برابطة الأخوة مع إيران لكن أريد أن أسأل سؤالاً يخطر في بال كثير من السوريين، ويطرح علينا دائماً من طلابنا وهو: كيف لإيران أن تكون صديقاً مقرباً وعلى صلة وثيقة بطرفين متحاربين وبينهما خلاف عميق كسوريا وتركيا، وخاصةً أنّ العلاقات الإيرانية – التركية ازدهرت وتطوّرت خلال سنوات الأزمة في سوريا؟
د. كوشكي أجاب على أسئلة الدكتور نمير عيسى وقال:
- بعد الثورة الإسلامية كانت تركيا المنافس الصعب لإيران في المنطقة.
- إذا سألت الناس في إيران لا أحد منهم سيتحدث عن تركيا على أنها صديق أو شريك لإيران، وإذا أردنا تحليل العلاقات بين البلدين لم تكن الصداقة يوماً عنواناً لهذه العلاقات، ودائما كانت هناك حرب باردة بين البلدين (عدا زمن حكومة نجم الدين أربكان).
- الحصار على إيران والعقوبات الاقتصادية عليها جعل من تركيا متنفس ونافذة أساسية للاقتصاد الإيراني.
- في حال تعرض تركيا لأزمة داخلية كالتي تعرضت لها سوريا، هل تعتقدون أن إيران سترسل قواتها إلى هناك للمساعدة؟ أبداً .. هذا الأمر غير وارد على الإطلاق. في المنطقة لدينا دولة صديقة واحدة هي سوريا.
- بخصوص الاختلافات الطائفية، ثورتنا إسلامية وجمهوريتنا إسلامية، وهما لم تكونا يوماً ذات طابع شيعي أو متعلقتان بالشيعة فقط. هناك جهة واحدة تعرّف ثورتنا بأنها شيعية وهذه الجهة تتمثّل في الإعلام الوهابي الذي يمتلك سلطة وسيطرة واسعة في العالم العربي.
الدكتور مصطفى ملكوتيان
- كل تحليل لمستقبل هذه المنطقة يجب أن يعتمد على الانتباه لمسألتين مهمتين:
المسألة الأولى: تشمل ثلاث نقاط: الأولى الموقع الاستراتيجي لسوريا وإيران في المنطقة المعروفة بقلب العالم، حيث أن أي مشكلة أو أزمة تحدث فيها يكون لها تأثير على العالم أجمع، والثانية موارد الطاقة الهائلة فيها، والثالثة الثقافة وقدرة شعوب المنطقة على خلق الحضارات.
المسألة الثانية: التغييرات السياسية في العالم بعد الثورة الإسلامية في إيران، والنزعة التحررية لأغلب دول العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية.
- نحن نرى أو نستشرف سقوط الغرب، وهذا السقوط ماثل أمام أعيننا في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية الخ.
- تحدث عن مديونية ومشاكل الاقتصاد الأمريكي وقارن ذلك بإيران التي ورغم العقوبات والحصار عليها ما زالت صامدة بل وتحقق التطور الذي لم يحققه أي بلد آخر في المنطقة.
- تحدث عن جوانب التطور في إيران بدءا بالصناعات الحربية والعسكرية، صناعة السيارات، إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء، الطاقة الذرية السلمية، الاستنساخ في الطب، التطور في علم النانو، بناء السدود والمدن إلخ.
- في الفترة القادمة، البلدان المتطوّرة علمياً وتكنولوجياً هي البلدان التي ستكون لها الكلمة العليا في عالم المستقبل.
الدكتور علي رضا صبرا
- أهم الاستراتيجيات في العالم تتفق على ما يلي:
- الحضارة الغربية إل أفول وإلى انهيار.
- الاستثمار، النتاجات العلمية، والطاقة تعود كلها وبسرعة إلى موطنها الأصلي في الشرق، الذي كان صانعاً للحضارة.
- محمد حسنين هيكل ، وحتى صمويل هنتنغتون في بحثه ” الموجة الثالثة للديمقراطية” يقول أنّ الإسلام يحقق هذه الشروط الحضارية، والإسلام لديه الإمكانية والأرضية لتحقيق هذه المعادلة:” الجمهورية الإسلامية”.
- عندما نتحدث عن الشرق فإننا نتحدث عن أربع قوى طرحها “هنتنغتون” كالآتي:
- الصين، وتمتلك القوة الاقتصادية.
- روسيا التي تمتلك القوة العسكرية.
- الهند التي تمتلك قوة التصنيع والتي يمكن أن تصبح الاقتصاد الثاني في العالم بعد الصين.
- القوة الرابعة هي قوة معنوية وهي: الإسلام. هذه القوة ستحكم العالم في المستقبل لأن الإسلام لديه القدرة على خلق الثقافة المعنوية.
- سوريا، إيران والعراق في محور واحد، ومن هذه الدول انطلق الخط الحضاري إلى بقية أصقاع العالم.
- الأمريكيون يقولون أن القوة البشرية لأهل هذه المنطقة هي التي ستحدد وجهة المستقبل.
- من أهم الأسئلة التي طرحت على المتحاورين كان سؤال حول دعم المملكة العربية السعودية غير المشروط لسوريا (فترة ما قبل الأزمة) وكيف أن المملكة كانت تدعم سوريا واقتصادها دون الحصول على مقابل منذ سبعينات القرن الماضي، بغض النظر إن هذا المقابل منجم فوسفات أو ميناء على البحر أو امتياز هنا وآخر هناك ومقارنة ذلك مع الميّزات التي تحصل عليها أو تطالب بها إيران في سوريا.
ومشكلة السعودية الوحيدة مع سوريا كانت هي العلاقة مع إيران والخلاف السعودي مع الحكومة السورية ينبع من هذه النقطة، عل خلاف القطري التركي (الإخواني) مع سوريا والحكومة السورية.